قبل الحديث عن ما أفرح قلوبنا وأثلج صدورنا وأقر أعيننا، يحسن بنا الحديث عن فئة لا يسرها ما يسرنا ولا يفرحها ما يفرحنا ولا يرضيها ما يرضينا، بل كل فرحها وسرورها ورضاها أن ترانا في أسوء حال ومآل، هؤلاء هم للنفاق أقرب ومن الإيمان أبعد، هؤلاء هم الذين قال عنهم القرآن الكريم (المرجفون في المدينة) فما هو الإرجاف؟ أرجف القوم أي خاضوا في الأخبار السيئة وذكر الفتن. أرجفوا في المدينة بالإشاعات: أخبروا بها ليوقعوا في الناس الاضطراب والبلبلة، أرجفوا بالشيء وبه وفيه. أرجف يرجف إرجافاً: خاض في الأخبار السيئة وذكر الفتن ليهيج الناس. يقول الله سبحانه وتعالى في هذه الفئة واصفاً أيها بالنفاق، ومرضى القلوب وهم أهل الفجور وضعيفي الإيمان.. لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً 60 مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً 61 سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً 62. هذه الفئة عاشت أياماً بهيجة وصالت وجالت ونالت من قلوب المجتمع الطاهرة المحبة لقائدها ووطنها، وكانت الأكف الطاهرة والقلوب الصادقة تؤكد كذبها وسوء مرادها من إحساس إيماني لا يكذب. وكان المطر.. وكان الغيث للوطن. وكانت البهجة والسرور. وكانت الإشراقة الملكية البهية.. وكانت فرحت الوطن.. فرحة المواطن.. انتصار الحق.. ودحر الباطل. ما لم تقله الصحافة قاله المواطن الصغير.. الكبير.. في مجالسنا.. في هواتفنا.. في رسائلنا. ما لم تقله الصحافة قاله الصديق في مشرق الأرض ومغربها، تهنئة جاءت من كل مكان أشعرتنا بأن قائدنا ليس لنا لوحدنا، قائد أمة، وإمام مسلمين. أيه أيها الملك، حق لنا أن نفرح وحق للوطن أن يبتهج فسلامتك ليست كأي سلامة، وعافيتك ليست كأي معافاة. قائد أمة، وإمام مسلمين.. المرجفون في المدينة لهم حق علينا أن نشكرهم مثنى وثلاث ورباع، فقد حقق الوطن والمواطن بهم نصراً لم يكونوا يدركونه، لقد حقق الوطن والمواطن لحمة وحباً لقائده ودولته. أرادوا شراً فكان الخير كل الخير. أرادوا فرقة فكانت اللحمة، وأرادوا الحزن فكان الفرح. بهم فقط تحققت مقولة الشاعر: (جزى الله الشدائد عني كل خير عرفت بها عدوي من صديقي) مساء كان ماطراً مبهجاً في مدينة الرياض، كان يكدره صحة الملك، وما هي إلا لحظات وإذا الخبر المبهج وإذا الطلة الملكية المطمئنة المبهجة. نشكر الله شكراً ونحمده حمداً يليق بجلاله وعظمته لا نحصي ثناء عليه هو أهل المجد وأهل الثناء ورب كل شيء ومليكه. [email protected] تويتر: @almajed118