مال - السعودية الاربعاء القادم سنكون "بإذن الله تعالى" قد عشنا أياما لابأس بها في شهر رمضان، الذي ينتظره الجميع كل عام لنعيش فيه لحظات ليست عابرة ابدا، لكن ماهو هذا الانتظار الذي يفعله الجميع ، على اختلاف استعدادهم لرمضان ! هل هو شوقا للعبادة فيه ، أم شوقا للاكل وأنواعه ، او شوقا للنوم في النهار، على اعتبار ان معظمنا سيكون يستمتع باجازته السنويه ، والذي يخطط اغلبنا لاخذها في رمضان ( علشان النوم والسهر) فتتغير الموازين، حتى محافظنا تكاد تخلو من الريال والقرش، لماذا؟ لانه وبكل بساطة رمضان ! وهل كان رمضان للاكل فقط ، او لزيادة المصروفات فقط ، أم انه مجرد روتين نتبعه في هذا الشهر الفضيل تقليدا ومحاباة ، بالرغم من ان رمضان ليس هكذا ابدا ! ولو اننا افترضنا أن الجانب الاقتصادي في حياتنا الرمضانية قد تم تجاهله تماما ، بالرغم من إننا نعاني من تسديد ثغرات هذا الجانب بالذات بعد مرور أشهر قادمة بعد الشهر الفضيل ، إذ كيف ستكون في المواسم الاخرى كذو الحجة مثلا ! إن هذه الثقافة معدومة تماما، وكأن رمضان اخر الشهور التي سنأكل فيها، أو نتسوق خلاله ، أو استعدادا له ( مع اننا طول السنة نتسوق حتى لو لم نكن نحتاج لهذا ابدا ) وذلك بأن الجانب الاقتصادي ملغي تماما من مذكرة اليوم الرمضاني ، فتأتي الطلبات لتقصم ظهر الراتب المسكين الذي يئن من ثقل الارقام التي تفوق احتماله، ولنفترض أن الرواتب في المتوسط مابين 3000 إلى 5000 ريال كحد أدنى ، أو لنقل انه يقارب رواتب الغالبية التي تعمل في مختلف المجالات، هل ستكفي لكي نشتري بها فائضا نعلم جيدا إنه سيتم التخلص منه في نهاية اليوم دون أن نستهلكه ! ولان قائمة ( مقاضي اليوم ، أو مقاضي الشهر ) لم تراعي أرقام ستزيد كلما كتبنا بقلم الحبر، او مسحنا بالرصاص ماكتبناه، فالمصروفات ان لم نتجاهلها ( طغت ) على الامكانيات دون رحمة او مراعاة لحالنا المترقب لكل الازمات دون التفكير في تجنبها أو حتى وضع الحلول لها قبل أن نرتكبها! هذه الارقام بالتأكيد لن تتحمل الفوضى التي نسببها لانفسنا في شهر ليس للأكل ،ليس للعزايم ، ليس للنوم ، انه للعبادة فقط ، إنه للادخار الحقيقي الذي نحتاجه في اخرانا ، انه الفرصه الحقيقية لكي نعيد حساباتنا الف مره قبل ان نقدم على اخطاءنا السابقة في هذا الشهر بالذات . رمضان مدرسه اقتصادية على أعلى المستوبات التي نبحث عنها لتعويد انفسنا قبل أولادنا على الاقتصاد في كل أمور حياتنا اليومية ، لانه من خلال الصيام الذي يربي النفس على الصبر والاحتمال، والامتناع عن الاكل والشرب الذي هو يعتبر من أهم ملذات الحياهة التي نمارسها يوميا، قد قطعنا شوطا كبيرا في جامعة رمضان الاقتصادية اذن ، هذه أهم خطوه نتعلمها كل عام ، فلو أننا طبقناها في كل الشهور لتغيرت حالنا للافضل (واختفت بعض المشاكل الماليه و الصحيه التي نعاني منها ) والتي ستوفر فاتورة مراكز السمنة والنوادي الرياضية مستقبلا . نحتاج هنا إلى إعادة نظر ، وإلى فرملة حقيقية ، وإلى ترتيب أوراق ، وإلى حسابات دقيقه ، وإلى اغتنام فرصة ، قد تقفز بنا مئة خطوة إلى حياة سليمة نسعى اليها ونتمنى أن نعيشها بدون منقصات إخر الشهر ، أو تراكمات الديون التي ( نورط فيها انفسنا من أجل أشياء ثانوية ، ليس رمضان زمانها ، ولن تنتهي الحياة إن لم نحصل عليها !