عكاظ - السعودية حين تتربص بشيء، فإنك تتلقط عليه الكبيرة والصغيرة والشاردة والواردة. ونحن نعلم أن المبتعثين والمبتعثات تعرضوا لمطارق حادة من بعض الأشخاص الذين لا يرون الدنيا إلا بعيونهم وأفكارهم وهواجسهم وظنونهم الخاصة. ولذلك لم أفاجأ حين طار الناس وطيروا هاشتاق (مبتعثة تتزوج أجنبيا وتسجن والدها) ليعمم بعضهم سخافاتهم وعقدهم على كل المبتعثات. وليعيدوا تلك الإسطوانة المشروخة عن ما تقع فيه (بناتنا) من موبقات ومنكرات هذا الابتعاث!! كأن الموبقات والمنكرات لا تحدث إلا في حال الابتعاث أو لا تحصل بين ظهرانينا لمن أرادها أو أرادتها تحت أو وراء سمعنا وبصرنا. وبمناسبة هذه المبتعثة وزواجها ووالدها، لو افترضنا أن طالبة في جامعة (سين) تعاطت المخدرات، فهل يجوز أن نعمم هذا التصرف على كل طالبات الجامعة ونرميهن بالأقوال الفاحشة والاتهامات الرخيصة ونقذفهن في أخلاقهن وأعراضهن؟! ثم ما يدريكم، وهذه ثانية الأثافي، عن صحة الخبر ذاته وظروف وحالة هذه البنت المبتعثة وغيرها ممن لا تروق لكم تصرفاتهن أو قراراتهن فيما يتعلق بمصائرهن الشخصية!؟ أما ثالثة الأثافي، فهي لو أن مبتعثا طلق زوجته السعودية المسلمة وأم عياله الخمسة وتزوج بأمريكية غير مسلمة وتبرأ من كامل أفراد قبيلته، فهل ستضعونه تحت (مجاهركم الغليظة) وتسلقونه بألسنتكم الحداد.؟! هذه الأسئلة وغيرها كثير، مما يحمل شائنة الكيل بمكيالين، أضعها أمامكم وأنتم تتبارون في شتم وقذف واتهام امرأة تبعد عنكم آلاف الكيلومترات ولا تعلمون عنها إلا ما نفخه أحدهم في الكير ليشعل ألسنتكم بألفاظ نابية وعبارات خارجة عن كل حياء وبعيدة كل البعد عن الخوف من الله. علينا، إن أردنا الحق وأردنا السلامة الاجتماعية، أن نتأنى ونتدبر فيما يقذف إلينا ليل نهار من أخبار وآراء سوداء. وأن نقدم حسن النية على سوء النية، وأن، وهذا هو الأهم، نقلع عن هذه العادة السيئة التي انتشرت في صفوفنا الاجتماعية ونصوصنا التويترية، حين نعمم الخطأ الذي يقع طبيعيا من أي بشر لنصيب به بشرا آخرين لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الخطأ. علينا بالإجمال أن نتعقل وأن نتيقن بأن كل بيوتنا من زجاج، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.