الوطن- القاهرة فى أحدث تسريبات «السيسى» من حواره الذى يشبه كثيراً «أوبرا فقاعات الصابون» أو الsoap opera مع الزميل ياسر رزق، حكى الرجل الأول على قمة المؤسسة العسكرية المصرية، والمرشح الأوفر حظاً وشعبية لرئاسة مصر، عن رؤى ومنامات كانت تأتيه من 35 سنة، لكنه توقف عن حكايتها منذ عام 2006 (للأسف لم يحكِ لنا عن السبب)، وكان من الرؤى التى حكاها «السيسى»: رؤيته لنفسه وهو يمسك سيفاً مكتوباً عليه «لا إله إلا الله» باللون الأحمر!! ثم حكى عن حلم آخر غريب رأى فيه نفسه يرتدى ساعة «أوميجا» ويرد على الناس بأنها «أوميجا» وأنه «أبد الفتاح»!! ولا يمكن أن ننسى رؤيته ل«السادات» وهو يقول: «أنا كنت عارف إنى هبقى رئيس مصر»، فيرد «السيسى»: «وانا كمان عارف إنى هبقى رئيس مصر»!! انتهت الرؤى، وحدث التسريب، وصنعت «الجزيرة» حلقات خاصة من «سيسى ليكس» استضافت فيه طبيباً نفسياً (إخوانياً طبعاً) يحلل رؤى «السيسى» نفسياً، وصنعت المنامات والرؤى عاصفة من السخرية على شبكات التواصل الاجتماعى، وطالب الإخوان ومؤيدوهم «السيسى» بأن «يتغطى كويس»، وما زالت ردود الفعل تتوالى، وبالتالى ما جاتش علينا يعنى، ولذلك أعتقد أننا يجب أن نركز فى عدة نقاط: الأولى: عزيزى الإخوانى ومؤيده.. أستأذنك.. أنت بالذات لا تتحدث فى موضوع الأحلام والرؤى؛ فقد روجت بنفسك لرؤية سيدنا جبريل فى «رابعة»، والرسول الذى نام على رجل «مرسى»، و«مرسى» الذى أمَّ الأنبياء فى الصلاة.. ولذلك: اركن على جنب خالص؛ لأن اللى بيته من رابعة ومرسى ما يحدفش السيسى بالطوب. والثانية: أن حدوث هذه التسريبات فيه إهانة بالغة للمؤسسة العسكرية المصرية وأجهزتها الأمنية، والتعامل مع الموضوع بهذه البساطة على اعتبار أن عدداً من هذه التسريبات فى مصلحة الفريق السيسى لا ينفى أن بعض التسريبات أيضاً «فضيحة». والثالثة: سأقدر لك عزيزى «السيساوى» العظيم تشكيكك فى هذه التسجيلات، واقتطاعها من سياقها، وهو ما فعلته «رصد» و«الجزيرة» بالفعل فى عدد من التسريبات السابقة كنوع من الدعاية السلبية والحرب النفسية لتشويه الرجل والانتقام من المؤسسة العسكرية، لكن هذا التسريب تحديداً، وبلغة علم الخطاب، يتناسب تماماً مع شخصية «السيسى» وأسلوبه (للمزيد من التفاصيل راجع: انتو مش عارفين انكم نور عينينا والا إييييه)، وبالتالى، تعامل مع الأمر هذه المرة بحكمة أكبر من التشكيك فى صحة التسجيلات كلها، التى نعرف أنها سُربت بالفعل. والرابعة: أن هذا التسريب لن يغير شيئاً من مواقف طرفى المعادلة، فكارهو «السيسى» سيرونها هرتلة، وسيظلون يرون «السيسى» قاتلا وخائنا كما يكتبون على حوائط مصر، وعشاق «السيسى» سيرون الرؤى جاءت لرجل صالح وهبه الله علماً وقوة، وهو ما بدأت أسمعه بالفعل من البعض!! ويبقى المجد لهؤلاء الذين زهقوا من تبريرات الطرفين بحثاً عن «حد عدل» يحكم مصر. والخامسة: أن الفريق السيسى يريد أن يترشح للرئاسة، وقد رأى البشارة فى منامه، وبعيداً عن أى منام، فالبديل ألا يترشح فتحدث فوضى أكبر يتدخل من جديد لفض الاشتباك فيها، أو يصبح فى الكواليس رئيس الرئيس، أو تقوم الساعة فى مصر فيعود الإخوان ويتم إعدام «السيسى»؛ لذلك ف«السيسى» هيترشح يعنى هيترشح، وكنت أسخر من مصطفى بكرى حين يقول هنخليه يترشح غصب عنه، لكن الحقيقة تقول إن «السيسى» نفسه مرغم على الترشح لو أراد الحفاظ على الجيش وعلى حياته شخصياً. والسادسة: ثانية واحدة لو سمحت.. تعالالى من خلال الشنطة.. إيه علاقة «أوميجا» بالعالمية ب«أبد الفتاح»؟! لا والله بجد.. مش فاهم سعادتك. والسابعة: أن «السيسى» لديه مواهب ومفردات، ولغة «بتاكل مع الناس البسيطة»، لكنها -وياللغرابة- لا تختلف عن مفردات ولغة «أحمد شفيق»، وإذا أراد «السيسى» أن يترشح فعلاً، فيجب أن يبحث من الآن عمن يعده لكلام مختلف أكثر عمقاً، وأبعد ما يكون عن الضحالة. والثامنة: تؤكد ما قلناه فى مقال سابق سخر البعض منه.. «السيسى» لا يحب القوة والبطش ونموذج صفوة الأسود (عبدالناصر) بقدر ما يحترم ذكاء ودهاء وثعلبة (السادات)، الذى جاء من بعييييييد ليحكم مصر فى ظروف اضطرارية وغير طبيعية بالمرة، تماماً مثل «السيسى» الذى سيكرر -على ما يبدو- تجربة «السادات»، وإن كنا نتمنى مخلصين أن يتوقف التكرار عند ما قبل 6 أكتوبر 1981. أخيراً وليس آخراً: ما زلت على رأيى.. مصر عاملة زى الست اللى حظها وحش فى الرجالة.