أنباؤكم - بقلم: أسامة عبدالرحيم الذبابة على صغرها وحقارة شأنها يمكن أن تفسد لك أكبر واشهى وليمة، وهذا ما يحدث الآن بعد خطبة الشيخ محمد العريفي، التي نزلت على قلوب المصريين برداً وسلاماً، وداوت كلماتها طعنات قناة العبرية – العربية سابقاً- التي أوكل إليها نفس مهام الذباب الليبرالي داخل مصر. العريفي أفشل بخطبة واحدة وفيما لا يزيد عن ساعة ومن على منبر الفاتح عمرو بن العاص، مهمة قناة العبرية وهي الإفساد بين مصر والسعودية، بينما أنفق الذباب الليبرالي ومن يدعمه المليارات لأجل هذه المهمة، فكيف نجحت كلمات رجل فيما فشلت فيه مليارات الذباب؟! العريفي لم يتقاضى من إدارة مسجد عمرو بن العاص مليماً واحداً مقابل وقوفه مع الثورة المصرية، بينما طلب مكتب حمدين صباحي 150 ألف جنيه في الساعة الواحدة ليلة الاحتفال بذكري ثورة 25 يناير، وطلب عمرو موسي 70 ألف جنيه بشرط ألا تزيد مدة ظهوره علي 35 دقيقة، واشترط "البوب" أن يبقى سعر استضافته طي الكتمان.! كلمات العريفي كانت بمثابة صاعق الذباب لليبراليين، وفعلت بهم ما يفعله "البيرسول" بمكبات القمامة، وهو ما جعل ميكرفونات الذباب الفضائية ومنصاتهم على الفيس بوك وتويتر تطن وتزن وتجعجع وتفمفم، ألماً ووجعاً وقهراً من أثر الخطبة، التي سمعها وتأثر بها 100 مليون مصري وأضعاف أضعافهم من المحيط إلى الخليج. إحدى هذه الذبابات بدرجة "شيخ"، وهو أحد رموز دعاة أمن الدولة أو التيار الشهير ب"القوصي"، الذبابة وجدت مكباً إعلامياً بحجم صحيفة "الوطن" المصرية، أفردت للذبابة مساحة لا بأس بها وعنواناً خادعاً جاء فيه " داعية سلفي: الإخوان استعانت بالعريفي والقرني لتجميل وجهها المحروق"، ولا أدري هل أحرق قلب الذبابة خطبة العريفي، أم تغيير "منيو" مبارك الذي يضم بيونسيه وإليسا، ب"منيو" الرئيس مرسي الذي يضم أمثال القرضاوي والعريفي والقرني..؟! مكبات الإعلام الليبرالي لم ولن تكف عن الكيد للثورة والشارع المصري المحافظ بطبعه، حتى أنه لو أنزل الله من تحت عرشه مَلكاً بدلاً من الشيخ العريفي؛ فأعاد خطبة الرجل، حينها سيقول السفهاء من الذباب إن هو إلا مَلَكُ فسق عن أمر ربه.! وربما تخرج ذبابة "البرنامج" تحوم وتسلب من كلام العريفي ما يضحك المغفلين، والعجيب أننا إذ نسمع ونرى هجوم الذباب على الشيخ العريفي الذي مدح مصر وأهلها، لم نرى كلمة عتاب واحدة على موقف قامت به ذبابة تحمل دكتوراه من بريطانيا، ذهبت ترسم "بسمة أمل" في قداس الميلاد بالكنيسة؛ فجلست باسترخاء وعلى فمها ابتسامة بلاستيكية، بينما الأنبا تواضروس يردد أن "داود الرسول اتولد بالخطيئة".! موقف الذبابة الأخيرة ذكرني عندما سُئل أحد الصالحين متى يعلم المرء أنه فتن؟، فقال: إن كان ما يراه بالأمس "حراماً" أصبح اليوم "حلالاً" فيعلم أنه فتن، تلك الفتنة التي جعلت ذباب الإعلام يتحسر على إحتفاء مصر بزيارة الشيخ العريفي، بينما لم تجد الفنانة "اليسا" أحد يستقبلها في المطار ويحضر حفلاتها سوى بضع ذبابات، والحسرة لم تقف عند خيبة "إليسا"، بل تخطتها إلى مرور مهرجان القاهرة السينمائى الدولي مرور الكرام لا حس ولا خبر. زيارة الشيخ العريفي تأتي في وقت يقطع فيه الرئيس مرسي شرنقة الركوع والتبعية الإقتصادية والسياسية التي نسجها مبارك، الرجل بشر المصريين برغبة إخوانهم السعوديين في الإستثمار بأرض أخوالهم في مصر، لا مناً ولا أذى بل مشاريع ندية تفيد الطرفين معاً، فالمصريون أخوال أهل الجزيرة مرتين، مرة من نسبهم بأمنا هاجر المصرية زوجة خليل الله إبراهيم وأم ذبيح الله إسماعيل، ومرة من نسبهم بأمنا مارية المصرية زوجة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. زيارة الشيخ العريفي وفي مفارقة عجيبة تزامنت مع إنتخابات أجراها حزب النور السلفي، وذلك بطريقة ديمقراطية علنية أحرجت إعلام الذباب، زاد من ذلك الإحراج توقيت الزيارة مع اعتصام قام به أتباع ومريدي الطريقة التويتية البرادعوية في حزب الدستور، رفضاً ل"الخرفنة" التي يقودها البوب، بعدما قام بوذا الحزب وحامى الهولوكوست بتوزيع الكراسي والمناصب على طريقة مبارك، وكأنها تكية الوطني المنحل التي كانت تدار بالمحسوبية والميول الشخصية، فمرحباً بالعريفي و"البيرسول" للذباب.