قبل خطبة الشيخ الدكتور محمد العريفي عن فضائل مصر التى ألقاها فى جامع البواردى بالرياض ، لم يكن الكثيرون فى مصر يعرفونه ، فقط السلفيون المصريون كانوا يتداولون بعض محاضراته وخطبه ، لكن الشيخ العريفي أبهر وأدهش وأذهل ملايين المصريين بخطبته عن مصر ، وسريعا تعرف عليه الجميع وراحوا يتداولون فيديو الخطبة ، ووضع آلاف المصيين صور الشيخ فى (البروفايل) الخاص بهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضية العالمية. وعندما حضر الشيخ العريفي إلى مصر فى زيارته الحالية استقبلته حشود ضخمة .. آلاف المصريين كانوا بانتظاره فى مدينة المنصورة ، وفى مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر ، وفى الجامع الأزهر ، وأخيرا فى جامع عمرو بن العاص ، أقدم مسجد فى أفريقيا. ماذا جرى ؟ .. شيخ لم يكن يعرفه سوى أعداد قليلة من المصريين ، فجأة يصبح ملء أسماع وأبصار الملايين فى مصر ؟ .. الجميع الآن صار يتحدث عن الشيخ العريفي .. وخطب الشيخ العريفي .. وثناء الشيخ العريفي على مصر والمصريين. ليس سحر البيان الذى يمتاز به الشيخ العريفي هو السر فيما جرى ، فالشيخ – باختصار - كشف مشايخنا المصريين الذين انخرطوا فى السياسة فزهد فيهم الناس ، وعلى سبيل المثال ، أصبح شيخ جليل مثل الشيخ محمد حسان الذى يحبه ملايين المصريين لعلمه مثار جدل فى الشارع المصري ، بعد أن تحول إلى مؤثر قوى فى الحراك الداخلى بالأحزاب السلفية ، وهو الأمر الذى تكرر عند مشايخ آخرين ، فالشيخ ياسر برهامى – مؤسس الدعوة السلفية فى الأسكندرية – يحكم قبضته على حزب النور ، وبالتالى كان الناس فى ترقب لمن يعيدهم إلى الدين بعيدا عن السياسة ، إلى من يحدثهم عن مصر وفضل مصر ، ولا يكون جزء من الصراع السياسي الحالى .. هنا ظهر الشيخ العريفي فى المشهد المصري بخطبته عن فضائل مصر ، قال كلاما عذبا .. جميلا .. بعيدا عن الهوى والغرض والمرض ، فوجد فيه المصريون ضالتهم ، وتجمعوا حوله ، وصار غير المتدينين ومن يغردون خارج سرب جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين وغيرهما من الجماعات الإسلامية لا حديث لهم إلا الشيخ العريفي وخطبه ، انبهر به الأطفال قبل الكبار ، فصاروا يتزاحمون لحضور خطبه .. فتحية من مصري للشيخ العريفي .