في فترة زمنية متقاربة قرأت تصريحا لمدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في صحيفة «الرياض»، ومقابلة مع مدير الجامعة الإسلامية في صحيفة «عكاظ»، وكان كلاهما يتحدث عن بعض المشروعات المهمة التي تصب في مصلحة التعليم وتطويره بحيث تصبح الجامعتان من أفضل الجامعات تعليما مع المحافظة على ثوابت بلادنا وقيمها الأصيلة. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بصدد عقد مؤتمر دولي تحت عنوان: «الوحدة الوطنية.. ثوابت وقيم»، وقد حظي هذا المؤتمر بموافقة خادم الحرمين الشريفين وفقه الله. الدكتور سليمان أبا الخيل أكد أن هذا المؤتمر سيناقش أهمية الوحدة الوطنية وأنها من قيم الإسلام الراسخة. كما ذكر أن دور الجامعة يصب في هذا المنحى لأن الحديث عن الوحدة يدرأ الأخطار التي تواجه المجتمع وأفراده. إن الواقع الذي نعيشه ونحن جزء من هذا العالم الذي يموج بالاضطرابات والتحولات الكبرى في حياته، سياسية واقتصادية واجتماعية، كل ذلك يؤكد أهمية تناول موضوع الوحدة الوطنية وثوابتها وكيفية التعاطي مع هذه الأحداث في ظل المحافظة على وحدتنا من ناحية وعلى قيمنا من ناحية أخرى. إن أهمية هذا الموضوع وأهمية الوقت الذي سيطرح فيه يفرض على الجامعة وعلى المتحدثين أن يضعوا نصب أعينهم الحديث عن حلول ذات مصداقية وأن تكون قابلة للتطبيق في مجتمعنا خاصة والمجتمعات الأخرى عامة. إن غالبية الناس سئموا من الأحاديث الهلامية، ومن تنظيرات العلماء والمثقفين التي لا تجد لها قابلية ولا يمكن تطبيقها عمليا في حياة الناس، وهذا الوضع يتطلب من الجامعة ومن الجهات الأخرى ذات العلاقة أن توحد جهودها لكي تخرج عملا يتقبله المواطنون على اختلاف مشاربهم لأنهم هم المطالبون بتحقيق الوحدة الوطنية بحسب المفاهيم المشروعة. مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد العقلا تحدث عن أهمية تطوير الجامعة وكل مرافقها العلمية بحيث تصبح جامعة إسلامية تأخذ من القديم أحسنه ومن الجديد كذلك. تحدث الدكتور عن نية الجامعة إنشاء كليات للطب والعلوم والحاسب بالإضافة إلى فتح أقسام نسائية في الجامعة. ولأن الجامعة إنما فتحت لأبناء المسلمين من كافة أنحاء العالم، ولأن العالم الإسلامي وسواه يحتاج إلى شباب مسلمين يحملون مؤهلات علمية بالإضافة إلى العلوم الشرعية فقد كان خريجو الجامعة يعانون من عدم وجود فرص عمل لهم في بلادهم، كما أن مواطنيهم من أصحاب الديانات الأخرى يحظون بفرص أفضل منهم لاختلاف نوعية تعليمهم فقد كانت خطوة الجامعة عملية ورائعة لأنها ستمكن خريجها من منافسة الآخرين وهذا يشكل قوة كبيرة لهم للقيام بدورهم الدعوي بعد عودتهم لبلادهم. الجامعة كما قال مديرها حظيت بأربعة آلاف منحة لغير السعوديين بالإضافة إلى ألف وخمسمائة للسعوديين، وهؤلاء جميعا سيحظون بتعليم متميز ويحقق لهم الأمن الفكري مع العقيدة السليمة، وهذا واحد من أهداف الجامعة.. من المفرح أن نرى هذا اللون من الجامعات ينافس بقوة على التميز العلمي في كافة جوانبه، وعلى تحقيق مصالح المجتمع وأهدافه، وأن يتم كل ذلك في إطار من القيم السليمة التي نعتز بها جميعا. * أكاديمي وكاتب.