التوجيه الحكيم أمرنا بحسن التعامل مع الذبائح: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته".. اليوم نحن نقدم رقابنا لمؤسسة النقد وللشبكة السعودية ولأجهزة الصرف الآلي.. فلماذا لا يحسنون ذبحنا؟ رقابنا ممدودة إليهم ليل نهار في كل مكان.. لكنهم يتفننون في تعذيبنا.. إذا أخذنا أجهزة الصرف الآلي المنتشرة في الشوارع عددها بالآلاف نجد أنها خاوية.. تصاب بالشلل.. طوابير من السيارات تقف وتتحرك دون العثور على جهاز واحد تمت تغذيته بالمال.. وحينما تعثر على جهاز يعمل، تجد أن عملية السحب بطيئة جدا.. يتطلب الأمر منك الوقوف دقيقتين أحيانا! أما العمة العزيزة" الشبكة السعودية" فقد هرمت، وتآكلت، ونالها من تعاقب الأيام ما نالها.. ولا أعلم حقيقة لماذا هذه الشبكة التعيسة لا تتعطل إلا في بلادنا؟ لماذا لا تتعطل في دبي.. لماذا لا تتعطل في القاهرة.. المنامة.. عمّان.. الكويت.. وبقية دول العالم.. لا أعلم! عملية السحب أو الشراء بواسطة بطاقات الصرف الآلي لا تستغرق من الإنسان في الخارج عشر ثوان.. هنا الحساب بالدقائق.. في مجمعات التسوق الكبرى في بلادنا يفقد الإنسان أحيانا ما لا يقل عن ثلاث دقائق من وقته، انتظارا لاتصال الشبكة، هذا في حال كانت تعمل.. أما إن لم تكن تعمل فهذه أهون.. يترك الزبون بضاعته التي تعب ساعة في جمعها.. ويغادر! المشكلة الأخرى أن أجهزة الشبكة المنتشرة في المحلات التجارية في المملكة كلها قديمة، تعود إلى زمن الفرزدق وجرير والأخطل.. بينما البطاقات التي يحملها الناس حديثة.. فكيف تسبق البنوك مؤسسة النقد؟! والذي يستفزني فعلا أن مؤسسة النقد تعتقد أنها تمتلك شبكة ممتازة.. أسأل نفسي ألا يسافر هؤلاء ويشاهدون العالم؟! العيد بعد يومين وأجزم يقينا أن الناس سيعانون كثيرا..