عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية لأن "زامر" الحي لا يطرب.. فقد دخلت مهنة الطق جنسيات دخيلة نجحت في شد البساط من تحت أقدام الطقاقات الشعبيات السعوديات اللاتي عملن في هذه المهنة أبا عن جد.. الدخيلات العربيات اعتمدن على الشكل والأسماء الرنانة والبراقة الكرتونية أحيانا ومشاهير هوليوود حينا آخر. اعتمدت الطقاقة العربية على سهولة التنقل والحركة من مدينة لأخرى دون حواجز تفرضها العادات والتقاليد عن مثيلتها السعودية، وأن تبدو بكامل زينتها عكس السعوديات اللاتي يضطر بعضهن لوضع البرقع حتى لا تتعرف عليهن المدعوات وخصوصا الكثيرات منهن خريجات جامعيات، ولكن مع ندرة الوظائف وارتفاع نسبة البطالة.. وانتظارهن لسنوات طويلة فرص عمل لا تأتي يضطران للعمل بالفرق الغنائية التي تحيي الأفراح والأعراس النسائية لأن مكاسب حفلة واحدة لفرقة غنائية تساوي مرتبا لخريجة جامعية لمدة سنة كاملة. فاتن الشهري أعدت تقريرا في جريدة "الشرق الأوسط" تناولت فيه كل تفاصيل ومتاعب المهنة. "الطقاقة" لمن لا يعرف هي مطربة الأفراح.. والطق هو الغناء في الحفلات والزواجات.. مهنة تدر مبالغ مالية تصل إلى 30 ألف ريال مقابل إحياء حفلة واحدة.. وقد ترتفع التكلفة في ظل تزايد الطلب على هذه الفرق التي انتشرت في المجتمع الخليجي، وحسب العدد والآلات المصاحبة فبالأورغ يرفع من سعر الفرقة، التي غالبا ما تتألف من ست منتسبات ومطربة. بعض هؤلاء الطقاقات طالبن وزارة العمل بسعودة مهنة الطق.. والبعض الآخر طالب بتصنيف وظيفي لإمكانية كتابة عقود معتمدة للحصول على مستحقاتهن المالية.. حيث تعمد بعض الأسر إلى عدم تسديد أجرة الفرح بعد انتهاء المراسم.. فأهل الزوج يرمون الكرة في ملعب أهل الزوجة، والعكس.. وكثيرا ما تتسبب هذه المهاترات في ليلة العمر في الطلاق وعلى المتضرر أن يلجأ إلى القضاء أي (الطقاقة)، والتي غالبا ما تحصل على نصف أجرها قبل بدء الحفلة وإن تم أي محاولة للتهرب تلجأ بعض الطقاقات إلى التهديد بتقديم دعوى إلى الجهات الأمنية ضد والدة العريس أو العروس.. يعني في النهاية تتحمل المسؤولية إحدى الحماتين..!! علما بأن المأذون الشرعي (أحمد المعبي) أكد أن أجرة الطقاقة أو المطربة تحدد وتدفع من قبل أهل الزوجة.. ويتم تحديد تكاليف العرس بين الطرفين حسب حجم المعازيم لكل طرف.. (واللي أوله شرط آخره نور) لأن في خضم هذا الصراع يضيع حق الفرقة الغنائية. ولكن الأمر الذي يستدعي الوقوف أمامه طويلا هو تحول خريجات جامعيات لهذه المهنة.. يشعر معظمهن بالحرج بالعمل فيها بدليل اضطرار بعضهن لارتداء البرقع هربا من الإحراج الذي يتعرضن له.. كذلك اعتراض أهالي الفتيات على هذا العمل ولكن في النهاية يرضخون نتيجة ظروف الحياة والبطالة وحاجتهم لمساعدة بناتهم لهم.. فما رأيكم؟!!