أمل زاهد - الوطن السعودية إذا كنت ممن احتار دليله وأسقط في يده وهو يواجه أسئلة طفله الذي لم يخرج من البيضة بعد عن كيفية حمل لميس وهي غير متزوجة؟؛ عندما كان مسلسل (سنوات الضياع) "مكسرا" الدنيا وشاغلا البيوتات العربية، فلا شك ولا ريب أنك ستغرق في عرقك ومرقك وطفلك يواجهك بتحديات أصعب وأسئلة يندى لها جبينك، فنحن اليوم موعودون مع الخيانة بأبشع صورها وأقبح أشكالها لتجالسنا في غرف معيشتنا! وإذا لم يعجبك الاختراق القيمي الذي تسلل لبيتك عبر ملهاتي لميس وعمر أو مهند ونور السابقتين، فالمسلسلات الحالية التي تعرضها mbc وقنوات عربية غيرها تعدك وتتوعدك بالمزيد والمزيد الذي سيسقط على أم رأسك إذا لم تنتبه لما يشاهده أطفالك، بل لربما ترحمت على "سنوات الهباب" وعلى مهند القديم وحكايا رومانسيته الساذجة مع زوجته نور! وبعنوان فاقع مثقل بحمولات الخيانة ومضامين العشق المنفلت من كل عقال، يأتيك مسلسل (العشق الممنوع) لتتعايش مع قصة خيانة زوجية بشعة تهدر فيها القيم وتنهار من خلالها كافة المبادئ بأنذل الوسائل! وهنا يحضر "مهند" الماركة الجديدة، الذي لا يتورع عن خيانة عمه ورب نعمته ومن رباه بعد وفاة والده في عقر داره مع زوجته الشابة الجميلة! ليغرق المتلقي في سلسلة من الخيانات، فوالد الزوجة اللعوب قضى قهرا وكمدا عندما اكتشف خيانة أمها العظمى، ولا عجب فالبنت تسير على خطى أمها في الخيانة واللعب على الحبلين، وهي سعيدة ومتصالحة مع نفسها دون أن يرف لها رمش أو يوخزها ضمير وهي تخدع زوجها الكهل وتتمتع بثروته وهداياه! أما مسلسل "الأوراق المتساقطة" أو بالأحرى القيم المتساقطة فهو الآخر يقدم لك وجبة خيانة زوجية من الطراز الأول؛ حيث ينافس نظيره "العشق الممنوع "في هدر القيم ومجالسة ومعايشة العلاقات المحرمة، فأوس يعشق أخت زوجته ويخونها مع أقرب الناس لها! الخطير أن هدر القيم وتذويب المبادئ عبر الدراما من أنجع الوسائل لاختراق المجتمعات، فهو يتسلل متسلقا أطراف حكاية مفعمة بعناصر الإثارة؛ وينجز مهامه غير المعلنة عبر آليتي التراكم والتكرار! والتكرار يعلم الشطار ويبلد المشاعر وما هو مستنكر ومستهجن اليوم ستجعله الآلية التراكمية مقبولا بعد حين، ليتم التعايش مع الخيانات وصولا لاعتبارها واقعا اجتماعيا لا مفر من تقبله كأحد الطبائع البشرية الخارجة عن سيطرة الإنسان، والتي لا ينفع معها تقويم النفس ولا ردعها.. وسلم لي على القيم الضائعة والمضيعة!.