(سنوات الضياع) ، (اكليل الورد) ، (الأوراق المتساقطة) ، (الحب الضائع) .... إلخ ، اختلفت المسميات والكابوس واحد..بدأ الكابوس بالمسلسل التركي (نور) الذي أثار ضجة كبيرة في العالم العربي بسبب شخصياته "نور" و"مهند" ، وبسبب قصته الرومانسية "المبالغ فيها" ، حيث تسبب هذا الكابوس -أو هذا المسلسل- بحدوث حالات طلاق في الوطن العربي ، وذلك بسبب بعض الزوجات المغرمة بالبطل مهند ، وبعض الزوجات المغرمة بالقصة نفسها ورومانسيتها ، وبعض الزوجات المغرمة بمعاملة مهند لزوجته نور .. وغيرها من القصص التي قرأناها في الصحف وسمعنا بها في وسائل الإعلام حول تأثير هذه المسلسلات. وبعدما افقنا من هذا الكابوس ما لبثنا حتى دخلنا في دوامة من الكوابيس المتتالية ، حيث أصبحنا نقرأ ونسمع العديد من العناوين المثيرة للخجل بسبب تلك المسلسلات ، فهذه المسلسلات ماهي إلا سم مغطى بالعسل ، فقد أتت هذه المسلسلات لتقتل ما تبقى لدينا من قيم وأخلاق اسلامية ، حيث إن هذه المسلسلات تحمل قيماً غريبة وأساليب للحياة الأسرية غير المعهودة في مجتمعاتنا العربية. مما لاشك فيه أن هذه الكوابيس -المسلسلات- تتميز بإخراج ممتاز ، وممثلين جذابين شكلاً وأناقة وغيرها ، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية التي يتم التصوير فيها ، فهذه المسلسلات تتمتع بعوامل كثيرة تجعل من مشاهدي التلفاز متابعين لها وبشراهة ، ومن هذه العوامل أيضاً الأحداث السريعة والمتتالية التي تحدث في الحلقة الواحدة مما يجعل مواعيد هذه المسلسلات مقدسة للجميع خاصة النساء ، بالإضافة إلى قصص الحب المستحيلة والخيالية التي تحدث في تلك المسلسلات التي لعبت على أوتار مفقودة في العالم العربي ، أوتار تحتاجها الفتيات المراهقات والنساء المتزوجات ، حيث أصبحت تلك المسلسلات نموذجاً يحتذى به وينظر إليه بكثير من الإعجاب والاحترام من مختلف الأعمار. حزنت كثيراً عندما رأيت عالمنا العربي قابلا للاستعمار ثقافياً بهذا الشكل ، حيث أصبح الوطن العربي مغيباً فكرياً وغير قادر على استعمال عقله في التفكير ولو لثوان فقط ، فقد أصبح وطننا العربي آخر اهتماماته هو خيانة سمر لعدنان بيك ، وحب مهند لزوجة عمه سمر ، والعلاقة الرومانسية الخيالية التي تربط مهند ونور ، والآن أصبح وطننا العربي في انتظار معرفة نهاية القصة بين فاطمة وكريم . ماذا عساي أن أقول غير (قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) ، فأفيقوا يا أمة محمد ، انهضوا من هذا الكابوس الذي يولد المشاكل الزوجية والمشاكل الاجتماعية ، هذا الكابوس الذي دمر كثيرا من الأسر وشتت العديد من العوائل.