خلال مقابلة لبرنامج لقاء مع منشد مع أحد المغنين الإسلاميين الجدد في غزة في فضائية الأقصى وفي تغطية لأعياد غزة، استحضر أبو راتب الغزاوي محمد أبو عنزة ذكريات خاصة لأغانٍ كان الشهداء في فلسطين يغنونها في أرض المعترك والاستعداد قبل أن تفيض أرواحهم في سبيل الله والأمة وفلسطين بقصف من العدو في حرب غزة، وما تلاها وما قبلها، تحدث أبو راتب بأريحية عفوية تشعرك بأنّهُ في نسيجٍ متحد مع الشهداء، قد ملؤوا قلبه وعقله ... هو حاضر في وعيه، لكنه متصل معهم بروحه. هذا الفيض المعنوي تستشعره في كل أركان غزة، حتى في العيد هم لا يستوحشون من الشهداء وذكراهم، بل يستأنسون بهم، ويشاركونهم. هناك من الغبن والتضييق والجرائم الاقتصادية والإعلامية والخنق ما يكفي لتنهار دولة مترامية الأطراف لا تشكل مساحة غزة معشار معشارها، ومع ذلك تحمّلتها غزة، وأبدعت في احتوائها، وليس ذلك يعني التقليل من المعاناة، ولا من حق الغزّيين وشعب فلسطين بالتمتع باسترخاء طبيعي لهذه الحياة والحصول على حقوقهم المشروعة، لكن المقصود هي حالة المصابرة لأهل غزة، والتي وإن احتضنت -ولا تزال- صنوفاً من حرب الحصار، إلاّ أنك تشعر في متابعات إعلامية عدة بحجم تعلق الغزّيين بروح الشهداء، تشعر أنهم يسبحون في مساجدهم، ويطوفون حول أطفالهم، ويغنون في أعراسهم يبتسمون للجيل الجديد، ويواسون المكلومين، والمجروحين، والمغدورين على حدود الحصار اللعين. لكن هذا الطواف الروحي للشهداء، وهذا التواصل النوراني بين غناء الشهداء وغناء الحداة يشعرك أهل غزة بأنهم يستشعرونه في حياتهم اليومية، ويستشعرون بركته، ليس ذلك انصرافاً عن الحياة، بل على العكس فغزة تعطي الدرس يومياً بإصرارها على فعل الحياة، وحياة الحياة في نضالها اليومي المتنوّع لإيجاد البديل، وآخره معرض الحاسوب الدولي الذي افتتحته غزة وهي في قلب الحصار، وعرضت برامج صمّمت داخل شريط الفتح الإبداعي للحياة.. إنه شريط غزة. لكن غناء الشهداء له طعم خاص وحراك وجداني مختلف.. هو يبارك ويشارك، وهو يرعى وجدانياً شعورياً حركة التحرير الكبرى لمعركة انتصار الإنسان في غزة، وانتصار الإيمان وانتصار الحياة على فرقة الموت الإسرائيلية وحلفائها. كل ذلك يستشعره الغزّيون في لحظة هيبة كبرى تذكرهم بأن هذا الجيل التاريخي صنع لهم حداء خاصاً هزم أقوى تحالف عالمي ضد أصغر أرض، ولكنها بأقوى روح.. إنها روح الشهداء... من أحمد ياسين المقعد عهد الفداء... لم ينقطع لغزةفلسطين ....وكل عام ونحن وغزةوفلسطين بروحكم بخير... فهناك تُنسج الروح، وتُصنع المعجزات، وتغني بالدموع وبخفق الروح الشديد... فتنت روحي يا شهيد..