بأية حال عدت ياعيد، يعيش العالم الإسلامي أفراح العيد وسط تواصل صلة الرحم وفرحة لم شمل الأهل في جلسة واحدة إذ يجتمع الأخ والأب وكل أفراد العائلة، إلا ان هذا لا ينطبق على الغزيين، فتكاد مظاهر العيد في القطاع تنعدم بسبب إغلاق المعابر والحصار. والظروف الاقتصادية الصعبة, التي تحول دون تمكُّن الأهالي من شراء مستلزمات العيد. لقد غابت مظاهر العيد في غزة؛ إذ ان معظم العائلات الفلسطينية في القطاع انعدمت قدرتها على توفير متطلبات العيد من لبس الأطفال أو كسوة العيد، وما شابه ذلك؛ بسبب استمرار سياسة الحصار والإغلاق المطبَّقيْن على القطاع منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام متواصلة. وقال أحد الأطفال وهو يراقب بعض أقرانه عند ملاعب المراجيح, قبل سنوات كنا نلعب أكثر من الآن، والألعاب التي كنا نشتريها في الماضي جميلة، كنا نفرح إذا جاء العيد، ولكن الحين العيد اختلف.. نشعر أن له طعما آخر. وأضاف في هذا العيد أفتقد صديقي الذي تُوفي قبل 3 أشهر؛ بسبب إصابته بمرض قوي؛ فتوفي حينما جرى منعه من السفر لتلقي العلاج.. الله يرحمه، كنت أنا وهو في فصل دراسي واحد، نلعب معا، ولكن أجبرنا الحصار أخيرًا على الافتراق، فهو مضى من طريق، وها أنا أمضي من طريق. أما السيدة أم وائل فتقول بصوت متحشرج, إنها فقدت أحد أبنائها في الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة, بينما ولدها الكبير يقبع في سجون الاحتلال, وقالت إنني أحاول إقناع باقي الأولاد بأن يقضوا العيد بفرح رغم حجم الأحزان التي نعيشها. ولعل من أبرز ما يصف حالة العيد في قطاع غزة؛ تلك الرسائل التي يتبادلها الغزيون على هواتفهم النقالة، حتى تظهر نكهة الحصار في تلك الرسائل، فيراسل الغزيون بعضهم بعضا في رسائل تقول رغم إسرائيل والصهيونية، والعيدية الملغية، وغلاء الخرفان البلدية، والكهرباء المطفية، حنعيد على الشمعة المصرية، كل عام وأنتم بخير. ومع حلول عيد الفطر، فإن أهالي غزة لايزالون يعانون من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل ودوري؛ يضاف إلى ذلك نفاد العديد من المواد التموينية، دون أن يغفلوا من رسائلهم معاني الصمود والثبات التي يعيشونها تحت وطأة الحصار والإغلاق الظالم.