تشرفت الأسبوع الماضي بزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده .. والوقوف عند باب الحجرة الشريفة والسلام عليه . وبعد أن إرتوت روحي من ذكراه العطرة وغشاها الوجد وانسابت دمعة الشوق .. وتلهف الحنين إلى تلك النسمات الطاهرة ، أخذت أشق طريقي مرة أخرى بعناء وصعوبة مجهدة أجهضت مشاعري وتحولت مني حالة السكينة إلى تذمر . فأخذت أتسائل : لماذا يستمر هذا العناء والجهد منذ عشرات السنين في طريق الوصول إلى باب الحجرة النبوية الشريفة ؟ تُرى هل تحتاج توسعة مكان الزيارة إلى حادثة تدافع كالتي كانت تحدث عند رمي الجمرات حتى نستشعر ضرورة تسهيل طريق الوصول إلى السلام على سيد ولد آدم ؟ ببساطة ، في الوقت الذي شهد المسجد النبوي توسعة عملاقة وإزدادت مساحته من جميع الجهات حتى أصبحت أضعاف مساحته السابقة ، ظل مكان الزيارة من باب الحجرة الشريفة إلى الجدار الجنوبي ( إتجاه القبلة ) كما هو .. لم تصل إليه التوسعة ؟! وبقي عرض المساحة كما هو لا تتجاوز العشرة أمتار تقريباً ! تأتي إليه جموع الزائرين من شتى بقاع الأرض ليحظوا بشرف السلام على نبيهم صلى الله عليه وسلم . وفي تلك المساحة الضيقة يتزاحم آلاف الزائرون بمشقة وجهد . تُرى هل غابت فكرة التيسير والتخفيف من ذهن مخططي التوسعة .. أم أنهم أرادوا أن يظل حال الزحام كما هو ؟ لا أريد أن أشير إلى الإنطباعات التي عند الناس حول تبريرات عدم توسعة مساحة الزيارة . خاصة أن بعض ما نسمعه من مقترحات يسير في تضاد مع ما أتفق عليه المسلمون في شتى بقاع الأرض مما يعني أن مجرد طرحها سوف يفتح باباً للخلاف والفتنة . لذلك لا أريد أن ألتفت إلى شماعة الخوف ولا إلى إسطوانة سد الذرائع . لأنه لا خوف من تسهيل الوصول إلى باب الحجرة النبوية الشريفة والسلام على ساكنها . بل أصبحت التوسعة ضرورية خاصة بعد فتح مجال العمرة والزيارة وتوسعة مطارالمدينة الذي أصبح دولياً . فهل يعقل أن يستوعب مكان الزيارة ملايين الزائرين وهو على نفس المساحة القديمة منذ عشرات السنين ؟ الحل في غاية البساطة ولا يحتاج إلى وقت ولا إلى هدم أوإعادة بناء . ويتمثل في جعل إمامة الصلاة في محراب الرسول صلى الله عليه وسلم في مكان الروضة الشريفة وتحويل المكان المتبقي للزيارة . وبالتالي نحافظ على جعل الزيارة من داخل المسجد أيضاً . [email protected]