.أنس زاهد - المدينة ليس من المعقول أن ينتظر المجتمع فوز عالمة كغادة المطيري بجائزة عالمية ليتأكد من أن المرأة قادرة على الإبداع مثلها مثل الرجل ، وليسلم بأن عقلها لا يختلف من حيث تركيبته ولا يقل من حيث قدراته عن عقل الرجل . هذا الأمر ليس بحاجة إلى إثبات لأنه أصبح منذ زمن طويل جدا واحدا من البديهيات والمسلمات لدى كل مجتمعات الدنيا . العجيب حسب ما أرى لا يتمثل في فوز غادة المطيري بالجائزة وحصولها على تقدير واهتمام أكبر مؤسسات البحث العلمي في العالم . الغريب فعلا هو ردة الفعل التي صدرت عن المناصرين لحقوق المرأة من جانب ، والداعين إلى قمعها تحت العديد من الحجج من جانب آخر . فبينما تجاهل الطرف الثاني الانجاز وكأنه لم يحدث ، طبل الفريق الأول للإنجاز لا لأهميته العلمية وإنما بسبب أن من حققه امرأة .. وهذه كارثة في حد ذاتها .. فعلى فرض أن غادة المطيري لم تنجح في بحثها وعلى فرض أنها لم تولد من الأساس ، فهل كنا سننتظر ظهور امرأة بنفس المستوى من النبوغ لننادي بحق المرأة السعودية في الحصول على الفرص المساوية للفرص الممنوحة للرجل في التعليم والبحث والإبداع ؟ لقد تخطت المجتمعات العربية والإسلامية هذه المسألة منذ زمن بعيد ، فإلى متى سنظل نشكك في قدرات المرأة ونحرم مجتمعنا من الاستفادة من جهودها في عملية التنمية والتطوير ؟! إنجاز غادة المطيري لا يصلح للاستدلال إلا على أن معظم معاركنا الفكرية هي معارك تخطاها الزمن .. منذ زمن .