شخصيا، أعتد بأدب المرأة وثقافتها وفكرها وإبداعها، وأثبتت المرأة السعودية على مر العصور أنها أهل لمقاسمة الرجل مشروع النجاح في الحياة. وقديما كانت الأمهات وربات البيوت يشاطرن الرجال والأزواج العمل ومكابدة ضيق العيش وصعوبة الحياة، وفي فترة زمنية مضت، أي قبل عهود التقدم المدني الذي عاشته السعودية، كانت الفتاة تعاضد الرجل في البحث عن لقمة العيش، وتشارك في الأعمال والأعباء التي واجهت جيلا ذاق الأمرين وعاصر حياة صعبة ومريرة. وإذا كانت المرأة في ذاك الزمن المر نجحت في مشاركة الرجل في تحمل المسؤولية، فبلا شك هي قادرة الآن على الإبداع والتجلي وتشريف أسرتها ومجتمعها، بل ودولتها، في جميع المجالات الحياتية والعلمية. ولعل حصول الباحثة والبروفيسورة السعودية غادة المطيري على جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة علمية في أمريكا (nih) إضافة إلى عملها أستاذة في جامعة كاليفورنيا، يؤكد نبوغ بنات الوطن حتى في أدق العلوم الإنسانية وأصعبها. وإذا آمنا بوجود المبدعات والموهوبات من بنات السعودية في كل محافظة وقرية، فإنه يجب أن نؤمن بالظلم الذي يقع على كثير منهن من قبل الأهل وأولياء الأمور، حيث يتم حبسهن خلف قضبان العادات والتقاليد بحجة أن مشاركاتها الإبداعية في أي ميدان علمي وبحثي أو إبداعي، يصطدم مع المبادئ التي تسير عليها الأسرة المحافظة، حسب الزعم والاعتقاد الخاطئ مع الأسف! إن الإيمان بحق المرأة في الإبداع مرهون بوعي أسري يطلق للكثير من الفتيات الحرية في التحليق في عالمها المبدع وفق الضوابط والقيم الأصيلة، وليس وفق المعتقدات الأسرية المتوارثة والمشوهة! رذاذ: ** بعض الفتيات يُجدن فن الكتابة ويُبدعن في كتابة القصة والرواية، لكن خوفهن من أهلهن يجعلهن يدفنّ هذه الموهبة إلى الأبد! ** نحن بحاجة إلى تغلغل في عقول المتربصين بإبداع الفتاة كي نقتلع من رأسه القناعة بضياع الفتاة إن هي أبدعت وقدمت نفسها لمجتمع العمل والاحتكاك مع الآخرين. ** إبداع المرأة يحصن المجتمع ويدعم بناء مجتمع مدني متكامل.