الإنجاز العلمي الذي حققته غادة المطيري في الولاياتالمتحدة هو دليل جديد على القدرات الهائلة التي تمتلكها المرأة السعودية متى ما وجدت الفضاء المناسب لإطلاق مواهبها، فقد يأتي يوم من الأيام الذي يستغني فيه البشر عن العمليات الجراحية بفضل عبقرية امرأة من هذه الأرض تواجدت في بيئة تحترم عقلها فحققت ما عجز عن تحقيقه الرجال. وتكمن المفارقة في أن خبر حصول غادة المطيري على جائزة علمية رفيعة المستوى في الولاياتالمتحدة جاء متزامنا مع بعض الدعوات المنغلقة التي حاول أصحابها الوقوف ضد مشاركة المرأة في الأبحاث العلمية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ومن غرائب الزمان أن أصحاب هذه الدعوات المنغلقة يقبلون وجود المرأة في بيئة مختلطة مثل السوق ويرفضون وجودها في معمل للأبحاث!، إنه عقل المرأة الذي يقلقهم ويفجر في دواخلهم ثورة الشك. في هذه الأرض يوجد الكثير من شقيقات غادة المطيري اللواتي يمتلكن الموهبة والإرادة على تقديم الكثير لبلادهن متى ما وجدن الفضاء الذي يتمكن فيه من التحليق بحرية، فالطيور داخل الأقفاص تبدو جميلة جدا وجذابة ولكنها تفقد القدرة على الطيران مع مرور الوقت وتبدأ بتكييف عالمها مع حدود القفص. ومن المؤسف حقا أن الكثير من الناس ينجحون في قلب أي حديث عن احترام عقل المرأة إلى حديث عن مخاطر انفلاتها، هم يعلمون تمام العلم أن احترام الكيان الإنساني للمرأة ليس له أدنى صلة بكل المسائل التي يحذرون منها ولكنهم يتلاعبون بعواطف المجتمع المحافظ ويثيرون مخاوفه فيسهل عليهم إغلاق جميع الأبواب في وجه المرأة، فهل نجحت الأبواب المغلقة في إنتاج مجتمع خال من الأخطاء؟!. لا أدري ما إذا كان يحق لنا أن نفخر بغادة المطيري ابنة الوطن التي حققت إنجازا علميا مبهرا أم نشعر بالأسى لأن غادة ما كان يمكن لها أن تحقق هذا الإنجاز لو كانت بيننا؟!، ترى كم غادة وضعت شهادتها الجامعية في صندوق قديم وبدأت تغرق في بحر الانتظار؟!.