عندما يؤمن الإنسان بقدراته، وطاقاته، ومواهبه فإنه قادر على التميز، وإضافة أشياء كثيرة من النجاحات المبهرة في مسيرته الحياتية، وتأكيد أن الكائن البشري يمتلك طاقات هائلة، ومخزوناً من الفكر إذا ما استغلهما فإنه يُخضع الأحلام إلى واقع، ويغير من الواقع الرديء والبليد إلى فضاءات خلق، وإنتاج، وإبداع، وإسهام في خدمة المعرفة الإنسانية. وعندما يتجه الإنسان إلى توظيف العقل في خدمة العلم، والتنوير، والعطاءات الحضارية فإنه لا يحتاج إلى إذن من أحد، ويرفض أن ينمط ويقونن وعيه، وفكره، ومحاولاته الجادة لإثراء المنجز العلمي والحضاري، ويرفض أن يخضع ذلك لرأي جاهل، أو فكر إقصائي مقولب، أو سلطة تأويل نص، وقراءته قراءة أحادية، دون الدخول في فضاءاته، وظروفه الزمكانية، أو إخضاعه تعسفاً لتفسير سطحي لا يراعي البعد الرائع فيه من حيث أسراره العلمية والحياتة. عندما ينعتق الإنسان من الموروث البليد والمتحول والمتغير من العادات والتقاليد التي هي تراكم ثقافة اجتماعية لا تدخل في باب ومفهوم المقدس، ويستشرف آفاقه الإنتاجية، وأنماط الفكر، والخلق، والإبداع، والقدرة على إضافة إبداعات، ورؤى، وأفكار تتناغم والتحديث، والتطوير، والمستجد في هذا العالم، فإنه لا ينتظر أن يبارك هذا التوجه، والفعل فئة متكهفة، سوداوية، ظلامية، رافضة لكل شيء لمجرد الرفض فقط، دون أن يكون لديها وعي وإدراك ورؤية بما يدور حولها في هذا الكون الواسع. ودون أن تكون واعية بأن أسلوبها في التفكير، وممارستها في الفعل، هما قيود تسربل العقل البشري في هذا المجتمع، وتجعله عاجزاً عن ممارسة أدواره في صياغة وعي المجتمع، وعصرنة أفكاره ومساراته. إلى أين من هنا..؟؟ غادة المطيري. حياة سندي. عالمتان سعوديتان «الوصف العلمي والأكاديمي دقيق جداً هنا، وليس في سواه» أضافتا إنجازات علمية مبهرة، في جامعات أميركا، وحققتا للمرأة السعودية إنجازاً يسجل باسمها، ويضاف إلى وعيها، ويرد على المشككين في قدرتها، وغير غادة، وحياة «العالمتين» هناك كثيرات من نساء الوطن قدمن أنفسهن، وقدمن المرأة السعودية كعقل، وفكر، ومنجز حضاري وعلمي. لقد سقطت دعاوى رخيصة ومتخلفة بأن المرأة مكانها المنزل، والمطبخ، والنظرة إليها لا تنطلق إلا من خلال الجسد. العالمة غادة، والعالمة حياة، ننحني تقديراً لوعيكما.