انباؤكم - موسى عبدالله آدم هناك فرق بين (الموهبة والإبداع) وفرق بين الإنسان الموهوب والإنسان المبدع والأغلب من الناس يظن بأن الموهوب هو المبدع ومن اعتقد بأن هذه المقدرتين نفس المعنى قد حدد قدرات فهمه وقدرات إنتاجه وتفاعله فالمعلومة الحقيقة هي بأن الإبداع هي حالة متطورة من الموهبة وأنا اسميها حركة الموهبة لأن المبدع موهوب ودليل موهبته هو امتلاكه للإبداع الذي يجعله يقدم الأفكار وينتج الأعمال ويستخرج الفنون لتتنوع إبداعاته وتتفرع قدراته فكلا المصطلحين هما من ضمن قدرات الإنسان ولن يمتلك الإنسان الإبداع إلا بامتلاك الموهبة لأن عدم وجود الموهبة يتعطل من خلالها الإبداع فالإنسان لا يستطيع الإبداع إلا بامتلاك موهبة يبدع بها ومن خلالها يستطيع أن يقدم ما يستطيعه فأساس الإبداع هي الموهبة لان الإبداع هو تطوير الموهبة أو بمعنى أخر حركة الموهبة وهو (ترجمة الموهبة إلى أعمال وأفعال متنوعة) لتتفرع من خلالها الأفكار والأفعال والطرق والخطوات التي سيبدع بها الإنسان فتطوير الموهبة واستغلالها وترجمتها لأعمال وأفكار جديدة مواكبة للتطورات والمتغيرات تسمى إبداعا فالإبداع هو اعتلاء وارتقاء الموهبة والموهبة هي أساس انطلاق الإبداع لهذا اعلم بأن الإنسان المبدع إنسان موهوب لأنه يمتلك الموهبة التي من خلالها أبدع وسيبدع باستمراره على تطوير هذه الموهبة ولكن أيضا اعلم بأن الإنسان الموهوب لا يشترط به أن يكون مبدعا لأن الموهبة إن استقرت على حالها معناها تكررت أفعالها بلا جديد بلا تطوير أو تغيير أو تنوع أو تفرع أو تعدد بالأفكار إنما اعتمدت على الإتقان بشكل متكرر لأن الموهبة قدرة والإبداع هو حركة هذه القدرة وبمعنى أخر تفاعل هذه القدرة أو الموهبة التي تجعل موهبتك متغيرة ومتشكلة ومتفاعلة بمجالات متنوعة ومختلفة لتصبح مرن في أفكارك وأعمالك وعندما أقيسها بمثال توضيحي سأقول بأن الكاتب الذي يجيد الكتابة هو إنسان موهوب يمتلك موهبة الكتابة لأنه يتقنها ويبرع بها إلا إننا لا نطلق عليه مبدع لأنه لم يطور وينوع ويغير من طريقة كتابته إنما يجيد هذه الكتابة فقط بمعنى انه يستخدم أسلوبا واحدا لا يطوره ولا يغيره ولا يفرعه و ينوعه إنما يكرره دائما أما الإنسان الكاتب الذي يمتلك موهبة الكتابة ونطلق عليه مبدعا هو من يطور هذه الموهبة بتنوع كتاباته وبتغيير مواضيعه وبتفريع أعماله مثلا يكتب (قصائد وقصص ومقالات) بمعنى أخر أبدع بالكتابة إلى جانب موهبته وهي امتلاكه قدرة الكتابة فالإنسان الموهوب هو كالرسام الذي يتقن فن الرسم ولكنه لا يرسم إلى (الوجه أو الوجوه) أما الرسام الموهوب بالرسم والمبدع به هو الذي يتنوع بما يرسمه مثل (الأجسام والأشكال والمناظر والطبيعة وغيرها) فالموهوب هو الذي يمتلك القدرة على الإتقان والإجادة والمبدع هو من يستطيع أن ينوع من طرق قدراته لتتفرع أعماله وتتنوع مواهبه والموهبة لا تنتج من دراسة إنما هي هبه وهبها الله سبحانه وتعالى لعبده الإنسان الذي أنعم عليه بها وباحتكاك الإنسان بذاته سيكتشف هذه الموهبة عن طريق ما يميل إليه أو ما يهواه أو ما يرغب به أو ما يشعر فيه بداخله أما الإبداع هو نتيجة دراسة وتجارب وبحث وهي عملية تطويرية للموهبة التي يمتلكها الإنسان لينوع منها من خلال احتكاكاته وتجاربه وأفعاله وأعماله المتنوعة والمختلفة في الحياة وهي تنشئ بتجديد الموهبة عن طريق البحث عن الجديد والمفيد فأساس الإبداع هو (البحث عن العمل الجديد والمفيد) و أساس الموهبة هي بتنوعها وتفريعها بعد اكتشافها ومعرفتها أثناء احتكاك الإنسان بنفسه) وعندما نريد أن نحدد تعريف للموهبة سيصبح على هذا النحو الموهبة=قدرة وهبه وهبها الله سبحانه وتعالى لعبده الإنسان وهي متواجدة بروحه يجب على الإنسان إدراكها من ميوله ومن ما يتقنه ويجيده ويبرع به ويحسه ويهواه ويشعر فيه بداخله) أما الإبداع فهو الإبداع = حركة الموهبة(تنشيطها وتحريكها وتجديدها والعمل بها لتحولها من شعور وإحساس لعمل وفن وإبداع) وان أردت أن تصبح موهوب (طور ما تتميز به (ما تتقنه وتبرع فيه) وان أردت أن تصبح مبدعا اعتمد على تجديد ما تمتلكه وتنوع في ما تفكر به وتغيير ما تفعله والاستفادة من ما تحتك فيه لتتطور وتتحرر . [email protected]