أكد الدكتور عادل القعيد رئيس اللجنة الإشرافية لبوابة «موهبة»، أن البوابة جزء من الخطة الإستراتيجية فهي مكون أساسي لمبادرة التوعية ورفع الوعي، أحد المبادرات الخمس التي تتضمنها إستراتيجية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار التي أقرها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، مشيراً إلى أن موهبة تسعى لأن تكون هذه البوابة الالكترونية مصدراً معرفياً متجدداً ومجالاً تفاعلياً للمشاركة المجتمعية، تحقيقاً لجملة من الأهداف من بينها نشر ثقافة الموهبة والإبداع والابتكار.. وفيما يلي لقاء مع الدكتور القعيد حول الموضوع. مجتمع المعرفة نبارك لكم إطلاق بوابة موهبة الإلكترونية.. في أي إطار يأتي هذا المشروع الذي يعتبر من الأولويات لدى مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)؟ - نحمد لله تعالى أن وفقنا إلى نجاح هذا المشروع الذي يعد أحد إسهامات موهبة في طريق تحول المملكة إلى مجتمع المعرفة، الذي يقوم على رأس مال فكري مبدع، وبيئة محفِّزَة للإبداع والابتكار تعتمد على التقنية المتطورة، والبنية التحتية الحديثة. وانطلاقاً من هذا التصور وتماشياً مع توجه المملكة للاقتصاد المعرفي، بادرت موهبة بإيجاد بيئة إلكترونية للموهوبين والمبدعين وفق أحدث التقنيات وأفضل الممارسات في بناء البوابات الإلكترونية، لتكون محضناً وداعماً لهم، إيماناً منها بأهمية البوابات المعرفية والخدمات الإلكترونية في دعم الإبداع والابتكار في المجتمع. خطة إستراتيجية موهبة تسير في خططها ومشروعاتها وفق خطة إستراتيجية للموهبة والإبداع التي أقرها خادم الحرمين الشريفين رئيس المؤسسة يحفظه الله، ولكن أين يقع مشروع البوابة من هذه الخطة؟ - بالفعل، بوابة موهبة الإلكترونية جزء أساسي من الخطة الإستراتيجية فهي مكون أساسي لمبادرة التوعية ورفع الوعي، أحد المبادرات الخمس التي تتضمنها إستراتيجية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار التي أقرها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، وتمثل البوابة الواجهة الإلكترونية لجميع مبادرات المؤسسة التي تهدف إلى المساهمة في تنفيذ أهداف الخطة بالوصول إلى تحقيق رؤية موهبة 1444ه. ومن هنا فإن البوابة بيئة الكترونية متكاملة لتقديم جميع خدمات وبرامج ومبادرات موهبة بطريقة سهلة ومبتكرة دون حاجة العملاء لزيارة المؤسسة أو تقديم النماذج الورقية ومتابعة عمليات التسجيل والترشيح وعرض النتائج، إضافة إلى أنها تجسد تعاون وشراكة «موهبة» مع مؤسسات وطنية رائدة مثل شركة العلم، مركز قياس الوطني، وبرنامج التعاملات الالكترونية «يسر». ثقافة الموهبة نفهم من حديثكم أن البوابة واجهة الكترونية لمبادرات موهبة الخمس.. فما الأهداف التي ترجونها من وراء إطلاق هذا المشروع ليكون بالفعل واجهة إلكترونية متكاملة؟ - هدفت موهبة منذ البداية أن تكون البوابة الإلكترونية مصدراً معرفياً متجدداً ومجالاً تفاعلياً للمشاركة المجتمعية، بسعيها لتحقيق جملة من الأهداف من بينها نشر ثقافة الموهبة والإبداع والابتكار، أن تكون المرجع الرئيس للموهبة والإبداع والابتكار محلياً وعربياً، تطوير قدرات ومهارات الطلاب الموهوبين والمبدعين، دعم المبتكرين والمبدعين والموهوبين وتعريفهم بالمؤسسات الراعية لهم وسبل الاتصال بها، بناء شراكة مثمرة مع المؤسسات والأفراد ذوي العلاقة بالموهبة والإبداع والابتكار، أن تكون نافذة إعلامية متخصصة في مجال الموهبة والإبداع والابتكار، تطوير قدرات ومهارات الموهوبين من خلال برامج تدريبية موجهة، وتوفير بيئة تفاعلية تتيح فرصة التواصل الفعّال بين الموهوبين والأفراد ذوي العلاقة. قيادات شابة الأهداف نبيلة والأمل كبير.. لكن ما الهدف الكبير الذي يكمن وراء الأهداف السابقة التي أشرتم إليها سابقاً؟ - منذ بداية التخطيط لهذا المشروع كان أمام موهبة هدف كبير هو الوصول إلى مجتمع المعرفة وتحقيق الرؤية الوطنية للموهبة و الإبداع 1444ه (2022)، والتي تسعى لأن تكون المملكة مجتمعاً مبدعاً تبرز فيه القيادات الشابة الموهوبة والمبتكرة ذات التعليم والتدريب المتميز بما يدعم الازدهار والتنمية المستدامة في المملكة. وقد سعت موهبة لأن تكون البوابة جسراً يربط المستفيدين ببرامج المؤسسة ومسابقاتها باعتبارها ليست مرجعاً علمياً متخصصاً فقط، وإنما بيئة تفاعلية ثرية وممتعة، تحتضن موهوبي وموهوبات الوطن، وتُرسي أسس تربية الموهوبين والمبدعين في المملكة والعالم العربي عبر تقديم خدمات متنوعة للموهوبين والقائمين على رعايتهم. المرجع الأول في إطار سعي البوابة لأن تكون المرجع العلمي الأول في مجال الموهبة والإبداع والابتكار، ما هي أبرز الخطوات التي تم تنفيذها لتحقيق هذه الرؤية؟ - سعى فريق البوابة إلى تحقيق هذه الرؤية باحترافية وجودة عالية، من خلال دراسة السوق، ومقابلة أكثر من 100 فرد، ومراجعة أكثر من 90 وثيقة، وعقد أكثر من 10 ورش عمل مع مختلف الفئات لتحديد الفئات المستفيدة، وتحليل احتياجات كل فئة، رغبةً في بناء إستراتيجية واضحة، وخطة عمل محددة تضمن فاعلية البوابة، وتساهم في تأطير وظائفها، بما يؤهلها لتكون المرجع العلمي العربي الأول في مجال الموهبة والإبداع والابتكار. وكثمرة لهذه الجهود، تم تحديد خمس فئات مستفيدة وهي: الطلاب، المعلمين، المخترعين، المختصين، المنظمات، وبناء على ذلك تم بناء محتوى يخدم جميع هذه الفئات بأسلوب يناسب طبيعتها ومواضيع تلائم احتياجها، فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ قدمت البوابة للباحثين محتوى علمي رصين في 500 صفحة، وأكثر من ألفين مصدر علمي موثق تنوع ما بين ملخصات، ورسائل ماجستير ودكتوراه، ومصطلحات علمية متخصصة، كما أصدرت ثلاثة كتب علمية متخصصة. منافسة حامية المنافسة تعد حامية الآن في مجال النشر الإلكتروني، فما هي وسيلة فريق العمل في بوابة موهبة للحفاظ على مستخدمي البوابة؟ - بالتأكيد أن ما تشهده الساحة العنكبوتية من منافسة حامية في مجال النشر الإلكتروني قضية وضعناها نصب أعيننا، وعليه كنا ولازلنا نحرص بأن لا تكون بوابة موهبة مصدراً علمياً فقط، وإنما بيئة تفاعلية مثيرة وجذابة تتمثل في عدد من الأقسام مثل: طور مهاراتك، وهو قسم تفاعلي يعنى بتطوير مهارات المستفيدين من خلال مجموعة من الأنشطة والاختبارات، وذلك جنباً إلى جنب مع قسم «العب وإبدع»، حيث تقدم الألعاب الممتعة والمثيرة بما يخدم تطوير مهارات التفكير لدى المستخدمين. كما أتاحت البوابة للأعضاء الاطلاع والمشاركة بملفات الفيديو المتنوعة، من خلال موهبة تيوب، وقسم خاص للتصويت لقياس آراء الأعضاء حول القضايا الهامة ذات العلاقة، إضافةً إلى إيجاد بيئة مفتوحة للنقاش وتبادل المواضيع والآراء من قبل الأعضاء من خلال «منتديات موهبة». طموح كبير الطريق الطويل بدأ بإطلاق البوابة رسمياً.. ولكن إلى أي مدى تصل طموحاتكم بالنسبة للمشروع؟ - الحمد لله طموحات موهبة لا تنتهي للرقي بهذا المجتمع والإسهام مع بقية المؤسسات الوطنية في الوصول إلى مجتمع المعرفة، وفيما يتعلق بالبوابة فإن هدفها هو الوصول إلى كل بيت ومدرسة بحلول عام 2013م بما يمثله ذلك من إبراز دور بوابة موهبة كمشروع وطني لخدمة الموهوبين والمبتكرين على مستوى المملكة، ولله الحمد هناك مؤشرات نجاح حيث تجاوز عدد المسجلين فيها حتى الآن 100 ألف مع نهاية الربع الأول من العام الجاري ووصل عدد زوارها لأكثر من 3 ملايين زائر. أنظمة تفاعلية تعلمون أن بناء البوابات يتطلب تقنيات متقدمة وفريق عمل على مستوى عال من الكفاءة.. ماذا عن هذا الجانب؟ - بالفعل بوابة موهبة الالكترونية عكست الجهد الذي بذل في بنائها وجسدت أحدث التقنيات العالمية التي استخدمت في ذلك، وهو ما جعلها بيئة آمنة يتم فيها التحقق من الهوية، وتتضمن أنظمة تفاعلية مبتكرة وتقنيات متميزة ومتطورة، ومحتوى متميزا ومتجددا يتم إدارته وتطويره من قبل فريق يضم كفاءات علمية مؤهلة، بجانب وجود أدوات لقياس مستوى أداء المبادرات من حيث متابعة عمليات التسجيل والترشيح للبرامج المختلفة وإعطاء صورة واضحة لمتخذي القرارات. إضافة إلى ذلك، فقد عمدت موهبة إلى تهيئة فريق داخلي متكامل من المطورين لتنفيذ وتطوير التطبيقات، وإدارة البنية التحتية للبوابة، وضمان التشغيل المثالي لها على مدار الساعة، بجانب تقديم خدمات الدعم والمساندة لمستخدمي البوابة من خلال فريق خدمات العملاء ومركز الاتصال والرقم المجاني. رؤية متكاملة موهبة من المؤسسات الوطنية التي تركز دائماً على الرؤية والرسالة في أدائها وفي كافة مشروعاتها وفعالياتها، هل تجسد البوابة بالفعل رؤية ورسالة موهبة؟ - كما تعلمون تتمثل رؤية موهبة في أن تصبح المملكة مجتمعاً مبدعاً فيه القيادات والكوادر الشابة الموهوبة والمبتكرة ذات التعليم والتدريب المتميز ما يدعم التحول إلى مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة، وتقوم رسالتها على دعم بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل في المملكة لكي يتمكن الموهوبون وبفئاتهم المختلفة من استغلال وتسخير مواهبهم لخدمة الوطن، وانعكاساً لهذه المفاهيم فإن بوابة موهبة تجسد بكل تأكيد رؤية ورسالة وأهداف المؤسسة من خلال محتوى إثرائي ومعرفي متطور ما يجعلها مكوناً أساسياً في معادلة رفع الوعي المجتمعي بأهمية الموهبة والإبداع والابتكار، وتعميق هذه المفاهيم ونشر ثقافتها في المجتمع، وعليه فإن مشروع البوابة أحد المشاريع التنموية المعرفية الداعمة للموهبة والابتكار التي تقدمها المؤسسة لبناء المجتمع السعودي المبدع والمتكامل.