إذا كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد جاء إلى القاهرة الخميس الماضي ليوجّه منها خطابًا إلى شعوب العالمين العربي والإسلامي ، فما هو لزوم ذكر المحرقة التي تعرّض لها اليهود على أيدي النازيين إبّان الحرب العالمية الثانية؟! على حدّ علمي فإن هتلر لم يكن ينتمي إلى العرب العاربة أو حتى المستعربة، فلماذا يذكّرنا أوباما إذن بجريمة النازي ضد اليهود وكأننا نحن المسؤولون عنها ، في حين يتناسى جرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين وآخرها العدوان الأخير على غزة، وما صاحبه من استخدام الإسرائيليين لبعض الأسلحة المحرّمة دوليًا ؟! المثير أيضا في خطاب أوباما هو دعوته للفلسطينيين بنبذ العنف ضد إسرائيل، متناسيًا أنّ ما يسمّيه عنفًا هو ردّة فعل طبيعية لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. في نظري أن أوباما نسف بسبب إصراره على إدراج هاتين النقطتين ، مصداقية كل من يؤيده ويراهن عليه من العرب والمسلمين.. فالخطاب أثبت أنّ الانحياز إلى إسرائيل هو من الثوابت الاستراتيجية لأمريكا، وهو أمر تعرفه الشعوب العربية والإسلامية جيدا رغم كل محاولات التضليل التي تقودها كتيبة المتأمركين المنتشرة في وسائل الإعلام العربية. لقد جنى المتأمركون العرب على سادتهم الذين اعتقدوا أن أذنابهم يعكسون نبض الشارعين العربي والإسلامي من خلال كتاباتهم. والحقيقة أن هؤلاء لا يمثّلون سوى أنفسهم المريضة بداء التبعية للعدو! أوباما خسر أكثر مما كسب بسبب هذا الخطاب.