بعد ما وصفه الكثير من المتابعين للوسط الثقافي ب" السقطة المدوية" لوكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية ، بعد تدخلها لإلغاء مؤتمر الشعر الخليجي الأول بنادي تبوك الأدبي نهاية الأسبوع المنصرم ، جاء تدخل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه وقراره العاجل بإقامة الملتقى "حفظا لماء وجه "الوزارة أمام المجتمع الثقافي الخليجي والمحلي ، خصوصا بعد حضور المشاركين من عدة دول خليجية ، ثم إقالته لمدير إدارة الأندية الأدبية بالوزارة عبدالله الكناني ، وتعيين حسين بافقيه خلفا له . وعلى الرغم من الغضب العارم على وكالة الشؤون الثقافية في أوساط ثقافية متعددة واتهامها بالتدخل بشكل "غير مسبوق" في شؤون الأندية الأدبية ، مع أن المفترض حسب المنطق أن يكون العكس والاستقلالية التامة بعد إجراء انتخابات عن طريق لائحة رسمية .على الرغم من ذلك إلا أن تعيين بافقيه استقبل بشكل "احتفالي" حتى من قبل أكثر المناوئين لوكالة الشؤون الثقافية وإدارة الأندية الأدبية بالوزارة ، ربما كونه معروفا في الوسط الأدبي منذ عقدين وناشط في جميع القضايا الثقافية، وهو ما كان يفتقده أسلافه في إدارة الأندية الأدبية . فمواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيس بوك" شهدت حوارات مطولة حول الأندية الأدبية وتعيين بافقيه قل أن نراه في شأن أدبي خاص هكذا ، فمثلا في تويتر أنشئت"هاشتاقات" مثل حسين_بافقيه_مديراً_عاماً_للأندية_الأدبية و#أندية_أدبية_أم_أندية_ثقافية_ولماذا_ ) و(#بافقيه_حديث_بعد_مقال). أما في "فيس بوك " فقد ظهرت الكثير من الآراء التي تدعو بشكل واضح إلى إقالة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان لأنه بحسب هؤلاء" سبب المشكلات" ومنها ما كتبه الإعلامي نايف كريري الذي قال (آمل أن لا ننتظر وقوع مشكلة أخرى في ناد أدبي آخر حتى يقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية (الدكتور) ناصر الحجيلان، بل أن يتم ذلك سريعاً من قبل وزيرها د.خوجة، فقراره الأخير حول إقالة مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الكناني بحاجة إلى تكملة. وإن كنا نستبشر خيراً بقدوم الأستاذ حسين بافقيه إلاّ أن أمامه مشوار طويل من الإصلاحات الثقافية التي تسبب في خرابها الحجيلان والكناني( . كذلك ما قاله الشاعر محمد الحفظي وهو من أعضاء الجمعية العمومية لنادي أبها الأدبي المعترضين على آلية انتخاب المجلس الحالي لأدبي أبها حيث قال قاصدا الكناني ربما (صنَعَ الفجوة في المشهد الثقافي ، وضربَ المثقفين ببعضهم ، وتعالى على استقلالية الأندية الأدبية ، وحفر حفرة الانتخابات الآلية ، هدّد المقاطعين للجمعيات العمومية بالندم طوال حياتهم ، تدخّل في منع انعقاد ملتقى ثقافي لأغراض شخصية ، أوصل الخلافات إلى باب القضاء ، ثم خرج من الباب الخلفي بصمت ، ولا زال هناك من يقول له شكراً ). كذلك يقول الروائي عواض شاهر أحد أبرز المنتقدين لعمل الأندية الأدبية على صفحته في "فيس بوك" (شيء طبيعي أن يتلقى الناقد حسين بافقيه التهاني على منصبه الثقافي الجديد، فهو بشهادة أكثر المعنيين بالعمل الثقافي لم ينل المنصب بالتزكية العلاقاتية بل من واقع حضوره كمثقف فاعل في المشهد سواء بكتاباته وأبحاثه أو بمشاركاته المتعددة على مدى عقدين ونيف. من الطبيعي أن يتلقى التهاني والمباركات على أساس أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذا إنما يدل على قبوله وشعبيته لدى شريحة كبيرة من المثقفين والأدباء والمشتغلين في الإعلام الثقافي. لكن من غير المستساغ أن يتذكره كثيرون، ليس لأنه ما ذكر أعلاه، وإنما على أساس أنه حصل على منصب حساس ومهم ولذلك فإنه من أجل المنصب، لا من أجله، فلتعلن عن نفسها هالات الإعجاب من حوله. إذاً، المباركة بدافع ثقافي شيء واستغلال المناسبة لتسجيل الحضور أمام المدير العام الجديد شيء آخر. ودائماً أقول إن العبرة بالنتائج ومآلات الأفعال وليس بالمنصب، ومن يحاول التقرب من حسين بافقيه من أجل منصبه فإنه يضر ويعطل أكثر مما ينفع وينجز) ولعل ما سبق دلائل أولية على صعوبة المهمة التي ستواجه بافقيه فبعض الأندية الأدبية مثل ناديي جازان والشرقية أصبت شبه معطلة عن العمل ، بعد الاستقالات الجماعية في أدبي جازان ، حيث لم يبق في مجلس الإدارة سوى نائب الرئيس وعضوين آخرين كما يبدو ، و"الشرقية" ما زال في دوامة قضايا ومحاكم ، وتعيين مجلس إدارة مؤقت بعد حل " المنتخب" . أما الأندية الأخرى فمن يقترب منها يجد "ما يشيب له الرأس" على رأي أحد الأدباء ، من دسائس ومناكفات شخصية وتسابق على الكراسي والمكافآت .. التساؤل هنا : هل دخل حسين بافقيه "عش دبابير" بعد أن أصبح مسؤولا إداريا عن الأندية الأدبية .. وكيف ستعامل مع تراكم المشكلات الكثيرة التي تعانيها هذه الأندية ؟.. وما الآلية التي سيحل بها قضية اللائحة التي طال انتظار تعديلها لتكون الأندية الأدبية للأدباء فقط كما يقول المهتمون بالشأن الثقافي ؟، خصوصا وأنه صرح في أكثر من مكان بأن هدفه الأول " تحقيق استقلالية الأندية الأدبية وجعلها مكانا جاذبا للأدباء والمثقفين، وتعديل لائحتها بما يحقق الطموحات ".