قالت الشرطة العراقية ان سلسلة تفجيرات في العاصمة بغداد وشمال العراق يوم الخميس 9 / 7 / 2009 قتلت ما لا يقل عن 50 شخصا، الأمر الذي يبرز الشكوك في قدرة القوات المحلية على الحفاظ على الأمن بعد انسحاب القوات القتالية الأمريكية من المدن العراقية. وتمثل هجمات بغداد وكذلك هجمات الشمال، حيث يهدد التوتر بين الأكراد والعرب بالتحول الى الصراع التالي في العراق، جزءا على ما يبدو من محاولة للمسلحين لإذكاء العنف الطائفي من جديد بعد الانسحاب الامريكي. وقالت الشرطة ان هجومين انتحاريين في بلدة تلعفر الواقعة في محافظة نينوى وتعيش فيها أقلية شيعية من التركمان قتلا 34 شخصا وأصابا 60 آخرين. وفجر انتحاري كان يرتدي سترة ناسفة نفسه في وسط البلدة الواقعة على بعد 420 كيلومترا شمال غربي بغداد. وأعقب ذلك الهجوم الانتحاري الثاني بعد ان تجمع الناس لمعرفة ما حدث في الهجوم الاول. وتصاعدت الهجمات في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل واستهدف كثير منها الشرطة والجنود والمدنيين منذ انسحاب القوات القتالية الامريكية في 30 / 6 / 2009. واستغلت جماعات مثل القاعدة التوتر في نينوى بين العرب السنة والاكراد وأقليات أخرى لمواصلة العمليات المسلحة. وفي العاصمة بغداد قتل سبعة أشخاص وجرح 20 في انفجارين في سوق بحي مدينة الصدر الشيعي الفقير. وفي وقت لاحق قالت الشرطة ان قنبلتين انفجرتا على جانب طريق مستهدفتين دورية للشرطة قرب سوق في حي شيعي آخر في شمال المدينة الأمر الذي أدى الى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 35 آخرين. وتراجعت الى حد بعيد أعمال العنف المتبادلة بين السنة والشيعة التي أعقبت الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 لكن العنف بمحافظة نينوى حيث تعيش أعراق وطوائف مختلفة يعكس استمرار الانقسامات العميقة بين العراقيين ويبرز ضعف المكاسب الامنية. وما زال الشعور بعدم الثقة قويا بين السنة الذين كانت لهم الهيمنة اثناء حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وبين الاغلبية الشيعية. وفي مدينة بيجي الواقعة الى الشمال من بغداد قالت الشرطة العراقية ومسؤولون من الجيش الامريكي ان الشرطة العراقية خاضت يوم الخميس 9 / 7 / 2009 اشتباكا عنيفا مع وحدة من مجالس الصحوة السنية المدعومة من الولاياتالمتحدة وألقت القبض في النهاية على زهاء 15 شخصا.