(شرق)- بغداد - قُتل ما لا يقل عن 60 شخصًا الجمعة 24-4-2009، في اعتداءين انتحاريين وقعا قُرب ضريح الإمام الكاظم الشيعي في الكاظمية ببغداد، في مؤشرٍ على عودة العراق للغرق، مجددًا، في العنف الأعمى قبل 9 أسابيع من الانسحاب المقرر للقوات الأمريكية من المدن العراقية. وفي اليوم نفسه، وصل السفير الأمريكي المعين في العراق كريستوفر هيل الى بغداد الجمعة ليتولى منصبه. ووقع الاعتداء المزدوج قبيل بدء صلاة الجمعة، في حين كان الزوار يتوافدون إلى ضريح الإمام الكاظم شمال بغداد. وبحسب أرقام وزارة الدفاع العراقية، أدى التفجيران لقتل ما لا يقل عن 60 شخصًا، منهم 20 زائرًا إيرانيًّا من بين الضحايا، وإصابة 125 بجروح، بينهم 80 إيرانيًّا، ومعظم الضحايا أشخاص كانوا سيشاركون في صلاة الجمعة. والعملية هي الأكثر دمويةً في بغداد منذ مارس 2008، والثانية ضد الزوار الإيرانيين خلال 24 ساعة، في فترةٍ يتوافد فيها مئات الآلاف سنويًّا لزيارة العتبات المقدسة عند الشيعة. وأكد المتحدث باسم قوات الأمن في بغداد اللواء قاسم عطا أن انتحاريين نفذا الاعتداءين، وشرحت الشرطة أن الانتحاريين اقتربا من بوابتين مختلفتين للمرقد الذي كثيرًا ما استهدفته جماعاتٌ متمردة في الماضي، ونسف أحد الانتحاريين المتفجرات بمجرد دخوله فناء تابعًا للمرقد ويضم قبري إمامين بارزين لدى الشيعة. بذلك، يرتفع إلى أكثر من 140 عدد القتلى في سلسلة عمليات انتحارية في الساعات ال24 الأخيرة. ومنذ مطلع الشهر، قتل أكثر من 250 شخصًا وأصيب 650 آخرون بجروح ما يرفع حصيلة القتلى بعد تراجعها منذ أشهر عدة. أمس الأول الخميس كان الأكثر دموية منذ أكثر من سنة، مع مقتل ما لا يقل عن 87 شخصًا في ثلاث عمليات انتحارية، وكان انتحاري فجَّر نفسه في مطعم في المقدادية على بعد حوالي مائة كلم شمال بغداد، وانهار سقف المطعم ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 56 شخصًا، بينهم 52 زائرًا إيرانيًّا وإصابة 63 آخرين. وعلى الرغم من تراجع وتيرة العنف الذي فجره غزو العراق بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2003 بشكلٍ كبيرٍ على مدى العام المنصرم فإن حركات متمردة مثل القاعدة لا تزال تشنّ هجمات بشكلٍ منتظمٍ، وتعتبر التفجيرات الانتحارية سمة مميزة لتنظيم القاعدة. وتتزامن الهجمات مع تنامي المخاوف من تصاعد العنف بينما تستعد القوات الأمريكية للانسحاب من المدن العراقية في يونيو/حزيران وقبل الانسحاب الأمريكي الكامل بحلول نهاية عام 2011، كما تجيء وسط شكوك في مدى فعالية القوات العراقية. ويقول محللون إن الانقسام الطائفي لا يزال قائمًا بين السنة والشيعة بعدما أدى إلى قتل عشرات الآلاف من الأشخاص في الماضي، وقد تثير توتراتٌ بين الأكراد والعرب حول أراضٍ متنازع عليها في الشمال صراعًا متجددًا.