أبرزت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الانتقادات والاتهامات التي وجهها توماس فريدمان، محلل صحيفة "نيويورك تايمز" للإدارة الأمريكية الاثنين 26 مارس 2012 والتي أكد فيها أن الولاياتالمتحدة تمول الصراعات القبلية والأصولية في المنطقة العربية والشرق الأوسط تعزيزا للصراع والانقسام من منطلق نهج نفعي انتهازي بحت. وقال فريدمان: "لقد حان الوقت لإعادة التفكير فيما تفعله الولاياتالمتحدة بالشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن تلك المنطقة لا تحتاج من أمريكا اليوم سوى المدارس العصرية والحقائق الصعبة، ومؤكداً على أن مرض الشرق الأوسط الآن هو التركيبة السامة للقبلية والانقسام بين الشيعة والسنة، والأصولية الدينية، والنفط الذي يمثل إغراء للولايات المتحدة من أجل التدخل ودعم نظم ديكتاتورية. وأضاف فريدمان أن المؤرخ فيكتور ديفيز هانسون، كتب في تحليل نقدي للسياسة الأمريكية في العراق وإيران وليبيا وسوريا ومصر وباكستان وأفغانستان أن الشرق الأوسط "موبوء بالقبلية والنفط والتعصب الإسلامي، وهذه التركيبة السيئة تجعل الأمريكيين يشعرون بالسأم من الشرق الأوسط، سواء عندما يتدخلون في شئونه أو عندما يحاولون التزام الصمت" . وتابع فريدمان أن هذا التدخل يدمر كل شيء مطلوب من مجتمع يخطط لمستقبل، بما في ذلك مؤسسات الحكم السليمة، والسياسة المتفق عليها مع الشعب بشأن تبادل السلطة، وحقوق النساء والأخلاقيات القائمة على التعددية وحماية حقوق الأقليات والتعليم العصري. وكتب فريدمان: "انظروا إلى مصر..أكثر من نصف النساء وربع الرجال لا يعرفون القراءة، والشباب الذين قادوا الثورة يصرخون من أجل التعليم والحرية المطلوبين للنجاح في العالم المعاصر، وكان من المفترض أن يكون رد فعلنا على ذلك هو التحول من تقديم المساعدات العسكرية إلى بناء مدارس ثانوية تدرس العلوم والتكنولوجيا وإنشاء معاهد علمية في أنحاء مصر". واستطرد فريدمان قائلاً: "لكننا بدلاً من ذلك ندفع الملايين للسلطة المصرية الحاكمة من أجل إخراج الأمريكيين المتورطين في قضية التمويل الأجنبي مع تقديم مساعدات عسكرية قيمتها 1,3 مليار دولار في دولة يتفاقم فيها الجهل والفقر".