قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون الخميس 5 يناير إنه يجب على المراقبين العرب اثبات وجودهم أو مغادرة سورية. ودعا غليون، في مقابلة مع بي بي سي، الدول الغربية إلى تأسيس منطقة آمنة على الأراضي السورية وفرض منطقة حظر طيران أيضاً. وأعرب غليون عن أمله في أن تتولى الاممالمتحدة مهمة جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية. لكنه أشار إلى أن تطورات الأوضاع في سوريا لن تتطلب عملاً بحجم مهمة الناتو التي قام بها في ليبيا. كما طالب قائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الاسعد جامعة الدول العربية بسحب مراقبيها من سوريا واعلان فشل مهمتهم. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الأسعد قوله "نتمنى من العرب ان يعلنوا (في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المقرر الاحد) ان مبادرتهم فشلت والا يعود المراقبون إلى سوريا". وأضاف الاسعد، الذي يتخذ من تركيا مقرا له، "نتمنى من الجامعة ان تتنحى جانبا وتعهد بالمسؤولية إلى الاممالمتحدة لانها اقدر على حل الامور"، مشيرا الى ان "عدد الشهداء تضاعف منذ دخول المراقبين". وتأتي هذه التصريحات، بعد ساعات من إشارة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إلى احتمال طلب "مساعدة فنية" من الأممالمتحدة بخصوص عمل بعثة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية. وطالبت قطر ب"مساعدة فنية" من الأممالمتحدة لحل الأزمة السورية، في وقت دعت فيه فرنسا أيضا إلى تدخل أممي لدعم مهمة بعثة المراقبين العرب.
ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قوله ان مراقبي جامعة الدول العربية ارتكبوا "أخطاء" في سوريا لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال الشيخ حمد عقب اجتماع مع الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في نيويورك "هذه هي التجربة الاولى بالنسبة لنا..وقلت ان علينا تقييم أنواع الاخطاء التي ارتكبت وبلا أدنى شك أستطيع أن أرى أخطاء بيد أننا ذهبنا الى هناك لا لوقف القتل ولكن للمراقبة". ولم يتحدث الشيخ حمد الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية حول سوريا بالتفصيل عن "الاخطاء" لكنه قال انه ينشد "المساعدة الفنية" من الاممالمتحدة. ودعت باريس الجامعة العربية الى "اللجوء الى كل السبل الممكنة لتعزيز مهمة" بعثة المراقبين العرب في سوريا، مؤكدة ان "كل المساهمات (...) مفيدة ولا سيما مساهمة الاممالمتحدة"، بحسب وزارة الخارجية الفرنسية الخميس. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال للصحافيين انه "نظرا الى مخاطر التلاعب والاخفاء تبدو كل المساهمات لتعزيز فعالية عمل المراقبين في سوريا مفيدة، ولا سيما مساهمة الاممالمتحدة". وتابع "نشجع الجامعة العربية على اللجوء الى كل السبل الممكنة لتعزيز المهمة كي يتمكن المراقبون من التنقل بحرية على جميع الاراضي السورية واجراء جميع الاتصالات اللازمة مع المجتمع المدني السوري". وتابع المتحدث ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مدعو في القرارات الاخيرة للجمعية العامة ومجلس حقوق الانسان الى "اخذ الاجراءات اللازمة لدعم جهود الجامعة العربية اذا طلبت ذلك". واضاف ان "افتتاح مكتب للمفوضية العليا لحقوق الانسان مطلوب في سوريا". ووصلت بعثة المراقبين الى سوريا الأسبوع الماضي للتحقق مما اذا كانت الحكومة تنفذ مبادرة لتقليص انتشار الجيش والافراج عن الاف السجناء الذين اعتقلوا منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد في مارس/آذار الماضي. وأثارت بعثة المراقبين جدلاً وتحدثت جماعات حقوقية عن سقوط مزيد من القتلى في اشتباكات وخرج عشرات الآلاف من المحتجين الى الشوارع ليظهروا للمراقبين حجم غضبهم. وقال الشيخ حمد ان الجامعة العربية ستستمع قريباً الى النتائج التي توصل اليها المراقبون وستجري تقييماً لجدوى البعثة. وأضاف "اننا ذاهبون لتقييم جميع جوانب الوضع وسنرى امكانية استمرار البعثة أم لا وكيف يمكننا مواصلة تلك المهمة الا أننا في حاجة الى سماع افادات من الناس الذين كانوا على الارض أولا". وعن احتمال احالة ملف سوريا الى مجلس الامن الدولي قال الشيخ حمد "نحاول دائماً ايجاد حل لتلك الازمة في جامعة الدول العربية الا أن ذلك يعتمد على الحكومة السورية ومدى وضوحها معنا لإيجاد حل للازمة". وكان نشطاء سوريون أكدوا الاربعاء ان قوات الامن ما زالت تحتفظ بعربات مدرعة في شوارع مدن سورية للتعامل مع المحتجين حتى بعد ان اعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب تلك المدرعات. وقالت جماعات معارضة في مدن ادلب في الشمال وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب ان الجيش أخفى المدرعات واستبدل الدبابات بعربات مصفحة زرقاء اللون قائلاً انها تابعة للشرطة. وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاثنين ان المراقبين ابلغوا الجامعة بانسحاب القوات الحكومية من المناطق السكنية. واضاف ان المهمة كانت ضمان وقف اراقة الدماء وانها امنت الافراج عن نحو 3500 سجين. ويوم الخمس، أعلنت السلطات السورية، الإفراج عن 552 موقوفاً، احتجزوا خلال الاحتجاجات المناهضة للنظام المستمرة منذ عشرة أشهر، ليصل عدد المفرج عنهم منذ وصول بعثة المراقبين العرب، قبل نحو أسبوعين، إلى أكثر من 1300 معتقل. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية خبرا مفاده أنه "تم إخلاء سبيل 552 موقوفاً تورطوا بالأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء"، وهي ثاني دفعة معتقلين يفرج عنها منذ وصول فريق المراقبين التابع لجامعة الدول العربية. والأربعاء، أعلن "اتحاد منسقي الثورة السورية"، وهي جماعة سورية معارضة مقرها القاهرة، إن 26 شخصاً قتلوا برصاص الأمن السوري: 19 في حمص، وأربعة في ريف دمشق، واثنان في "درعا" وواحد في "حماة".