كشف وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، أن لقاءات بين مبعوثين فلسطينيين وإسرائيليين ستجري في الأردن خلال الأيام والأسابيع المقبلة، دون أن يعلن عنها بالضرورة، وذلك في أعقاب الاجتماع "الإيجابي" بين الجانبين بعمّان الثلاثاء، ودعا إلى ضرورة عدم الإفراط في التفاؤل حيال النتائج، وفي الوقت نفسه عدم التقليل من أهمية ما جرى. وقال جودة إنه عقد اجتماعات منفردة مع الجانبين ومن ثم حصلت اجتماعات ثنائية وحديث مباشر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ضمن المسعى الأردني لكسر الجمود بعملية السلام. وأضاف: "لا نريد أن نرفع سقف التوقعات ولا نقلل في الوقع عينه من أهمية ما جرى،" مشيراً إلى أن الحوار يدور ضمن الجدول الزمني الخاص بالرباعية الدولية، الذي يؤكد على ضرورة التوصل لاتفاق بنهاية عام 2012. ولفت الوزير الأردني إلى أن لبلاده "مصلحة عليا" في التوصل إلى السلام بالمنطقة، مضيفاً: "حل الدولتين هو الحل الذي ننشده جميعاً بأن تقوم دولة فلسطينية وتعيش بسلام مع دولة إسرائيل." وكشف جودة أن الجانب الفلسطيني قدم خلال اللقاء تصوره حول الحدود والأمن، وقد تسلمها الجانب الإسرائيلي واعداً بدراستها خلال الحديث المستمر خلال الأيام والأسابيع المقبلة، على أن يقدم تصوره بالمقابل. وحول الاجتماعات المقبلة قال جودة للصحفيين: "مكان انعقاد هذه الاجتماعات المستمرة سيكون في الأردن ولن نعلن عنها مسبقاً أو نتحدث عنها إلا من خلال المضيف وهو الأردن، ونريد مع نهاية الشهر الجاري أن نقيم الأمور ونتأكد من أنها تسير بمسار جيد وسيكون هناك اجتماعات تسمعون أو لا تسمعون بها ولكن سنطلعكم على خلاصتها." وأضاف بالقول "إن التدخل الأردني حول تصوره من قضايا الحل النهائي في حال نجاح المفاوضات، سيتم في وقته،" وشارك في اللقاءات بحسب جودة ممثل اللجنة الرباعية الدولية توني بلير، والمبعوثين الأمريكي والروسي إضافة إلى مندوبين عن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. أما الجانب الفلسطيني، فتمثل في عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بينما الجانب الإسرائيلي فتمثل عبر مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق مولخو. وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير محمد الكايد، قد قال الأحد إن التحرك المكثف الذي قاده الملك عبد الله الثاني في الآونة الأخيرة، أثمر عن اجتماع تستضيفه عمّان الثلاثاء لمبعوثي اللجنة الرباعية الدولية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لبحث إعادة إطلاق عملية السلام بين الجانبين. وقال الكايد إن الجهود الأردنية ترتكز إلى القناعة بأن حل الدولتين الذي "تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني يشكل مصلحة أردنية عليا، وأن السبيل لتحقيق ذلك هو من خلال مفاوضات مباشرة وجادة ما بين الأطراف ومحكومة بإطار زمني واضح، وتعالج قضايا الحل النهائي كافة بما فيها قضايا اللاجئين والقدس والأمن والحدود بشكل خاص." ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الكايد قوله إن وزير الخارجية الأردني، ناصر جوده: "قام خلال الأيام القليلة الماضية بالتواصل والتشاور مع الإخوة الفلسطينيين والاتصال مع الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة الرباعية" بالإضافة إلى مسؤولين عرب وأجانب "ووضعهم بصورة هذه المساعي الرامية إلى إيجاد المناخ المناسب لإعادة إطلاق المفاوضات على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي سريعا.