يلتقي مبعوثان إسرائيلي وفلسطيني في العاصمة الأردنية عمان الثلاثاء 3 يناير 2012، لإجراء أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ أكثر من 15 شهرا. تأتي هذه المحادثات ، التي يستضيفها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ، في إطار الجهود الدولية الرامية إلى استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، حسبما ذكر الجانبان. ومن المقرر أن يلتقي صائب عريقات ، كبير المفاوضين الفلسطينيين ، مع يتسحاق مولخو ، أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، بحضور مبعوثين من اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا. وقال المتحدث باسم دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية خافيير أبو عيد إن هذا الاجتماع سيكون أول محادثات رسمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ توقف المفاوضات في أيلول/سبتمبر 2010 . غير أنه أكد على أن هذا الاجتماع ليس جلسة تفاوض. وقال أبو عيد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن هذه مجرد محاولات لتوفير البيئة المناسبة لإجراء المباحثات ، بما في ذلك التجميد الكامل للنشاط الاستيطاني. ورحب أعضاء اللجنة الرباعية بالمباحثات الإسرائيلية-الفلسطينية المقررة في الأردن ، حيث وصفتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأنها "تطور إيجابي". وقالت كلينتون في بيان: "نأمل أن يساعد هذا التبادل المباشر على دفعنا للأمام على المسار الذي اقترحته الرباعية الدولية". وأضافت: "كما قلت أنا والرئيس (الأمريكي باراك أوباما) من قبل ، فإن الحاجة إلى تحقيق سلام دائم باتت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.. فالوضع الراهن ليس مستداما ، ويجب على الأطراف (المعنية) العمل بشجاعة لدعم قضية السلام". ويذكر أن المفاوضات توقفت بسبب تمسك الفلسطينيين بعدم إجراء محادثات مع حكومة نتنياهو إلا بعد تجميد النشاط الاستيطاني ، بينما أصرت إسرائيل على إجراء المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة. وقال عريقات في بيان إن هذه الدعوة تأتي في إطار الجهود الأردنية المتواصلة لإلزام إسرائيل بالتزاماتها القانونية الدولية ، لا سيما التزامها بتجميد جميع الأنشطة الاستيطانية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بما فيها القدسالشرقية ، على حد قوله. ودعا عريقات إسرائيل إلى استغلال هذه الفرصة للتوقف عن البناء في مستوطنات الضفة الغربيةوالقدسالشرقية من أجل تهيئة المناخ المناسب لإجراء مباحثات جادة ذات مصداقية ، بموجب بيان الرباعية الدولية الصادر في 23 أيلول/سبتمبر 2011 . وكان بيان الرباعية دعا إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غضون شهر ، وأن يقدم الجانبان اقتراحات حول قضيتي الحدود والأمن محل التفاوض بحلول 23 كانون ثان/يناير الجاري. وحدد البيان نهاية عام 2012 موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين. غير أنه مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم الاقتراحات في كانون ثان/يناير ، لم تتمكن الرباعية حتى الآن من استئناف المفاوضات بين الجانبين. من ناحية أخرى ، أصدر مكتب نتنياهو بيانا قال فيه: "نشكر الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة لمبادرتهما بعقد اجتماع بين الجانبين بما يتماشى مع خطة الرباعية". من جانبه ، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير محمد الكايد على ضرورة "الاستثمار الجاد والملتزم" من قبل الجميع في توفير المناخ الملائم الذي من شانه أن يفضي إلى انجاح هذا المسعى الجاد ، وذلك عبر الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب والاستفزازية كافة ، وتلك التي تقوض مثل هذه المبادرات والمساعي ، وبالتالي تجر المنطقة بأسرها إلى آتون منزلقات خطيرة لا تحمد عقباها. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن الكايد قوله إن الجهود الأردنية "ترتكز إلى القناعة بأن حل الدولتين الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني يشكل مصلحة أردنية عليا".