وقعت الأممالمتحدة والحكومة العراقية مذكرة تفاهم تنص على نقل "معسكر أشرف" مؤقتاً، الذي يضم عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وفق بيان نشر الإثنين 26 ديسمبر بموقع المنظمة الدولية. وجاء في البيان أنه بموجب الاتفاق، سيقوم العراق بنقل سكان المخيم، الذي يعرف حالياً ب "معسكر العراق الجديد"، إلى موقع انتقالي مؤقت، بحيث تبدأ مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين جهود إعادة توطينهم خارج العراق. وقال الممثل العام للأمين العام للأمم المتحدة، مارتن كوبلر، الذي وقع المذكرة: أود أن يكون من الواضح جدا أن هذه المذكرة تتعلق بالانتقال الطوعي وأن تنفيذها يستند بشدة إلى قيام كافة الأطراف بالتصرف بشكل سلمي وبحسن نية مما سيسمح باستمرار انخراط الأممالمتحدة في العملية. وبحسب بيان الأممالمتحدة، تتضمن المذكرة "التزاما واضحا من حكومة العراق بأنها ستضمن سلامة وأمن السكان في الموقع الجديد". وكانت الحكومة العراقية قد حددت نهاية هذا العام موعدا لإغلاق المعسكر غير أن رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن في وقت سابق من الشهر الحالي موافقة الحكومة على تمديد بقاء بعض عناصر منظمة مجاهدي خلق في البلاد لستة أشهر ضمن خطة للأمم المتحدة. ويشار إلى أن الحكومة العراقية كانت قد أعربت، في أبريل الماضي، عن نيتها إغلاق معسكر أشرف وإنهاء وجود أنصار حركة مجاهدي خلق. وجاء القرار بعد مواجهات بين المقيمين في المعسكر والقوات العراقية، أسفرت عن سقوط 38 قتيلاً، وأكثر من 300 جريح، واتهمت "مجاهدي خلق" الجانب العراقي بالبدء بالهجوم. وشددت الحكومة على ضرورة مغادرة الجماعة الأراضي العراقية "باستخدام جميع السبل، بما في ذلك الوسائل السياسية والدبلوماسية وبالتعاون مع الأممالمتحدة والمنظمات الدولية". يذكر أن الموقف الرسمي العراقي حيال منظمة مجاهدي خلق قد تبدل بعد الغزو الأمريكي للعراق الذي كان يستضيف عناصرها بسبب صراعه مع إيران، وذلك أن الحكومة العراقية الجديدة تشكلت بمعظمها من شخصيات شيعية مقربة من طهران التي ترغب بإغلاق ملف المعسكر الواقع على مقربة من حدودها. وأسس نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، المعسكر عام 1986. وتصنف إيران والولايات المتحدة منظمة مجاهدي خلق على قائمة المجموعات المتهمة بالإرهاب، في حين أن الاتحاد الأوروبي لا يدرجها على هذه القائمة. وعام 2004، حددت واشنطن المقيمين بمعسكر أشرف على أنهم عناصر "غير قتالية" و"محمية" بموجب ميثاق جنيف. وفي مايو، كشف مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية عن اقتراح لحل الأزمة في معسكر أشرف، يتضمن نقل القاطنين بالمعسكر، وتقارب أعدادهم 3400 شخص، إلى منطقة أخرى داخل العراق، ولكنها بعيدة عن الحدود مع إيران، على أن يكون ذلك الحل خطوة مؤقتة، تمهد لترتيبات تنتهي بنقل الموجودين في المعسكر إلى دول أخرى، ليست أمريكا بينها.