كشفت صحيفة "السياسة" الكويتية عن تحذير الاستخبارات المصرية والألمانية في وقتٍ واحدٍ تقريباً "ثلاثة من وزراء الخارجية الخليجيين من إمكانية قوية لإقدام عملاء سوريين وإيرانيين على اغتيالهم بتفجيرات إرهابية, وهو الأسلوب المفضل لدى نظامَي دمشق وطهران", مشيرة إلى أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل هو أحد الوزراء المستهدفين بالتصفية، وتأتي التهديدات إثر اعتبار نظام الأسد أن قرارات الجامعة العربية "عدائية" وتندرج في إطار المؤامرة الأميركية - الصهيونية على بلده. وقالت الصحيفة إن الحكومتين المصرية والألمانية نقلتا إلى الدول الخليجية التي ينتمي إليها الوزراء الثلاثة، وفي مقدمهم رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني, "معلومات دقيقة" عن "استنفار سوري - إيراني للاقتصاص منهم بعدما اعتبرت دمشق مواقفهم داخل اجتماع وزراء الخارجية العرب السبت الماضي شخصية". وعززت أجهزة الأمن القطرية الحراسة وإجراءات الأمن الخاصة برئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني بعد تلقيه تهديدات في مكتبه ومنزله حسب مصادر قطرية. وأشارت المصادر إلى أن مصدر التهديدات اتصالات هاتفية من دمشق، يعتقد انها محسوبة على النظام السوري. وكان وزير الخارجية القطري حذر في تصريحات له دمشق من أن عدم التزام دمشق بالمبادرة العربية، سوف يعقد الوضع، وقال "نحن لا نرغب فى ذلك، وليس صحيحا أن البعض يريد تعقيد الوضع هناك، وصبرنا كل هذه الأشهر، لأننا نريد معالجة الوضع فى سوريا فى إطار الجامعة العربية". وأشار عقب الاجتماع الوزاري العربي إلى أنه سمع هتافات المتظاهرين.. وقال "اتهمونا بالخيانة، القضية قضية إجماع عربي، وهناك بعض الإخوان كانوا غير مقتنعين والآن أصبحوا مقتنعين". وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قد طلب تغيير هواتفه الخاصة والرسمية بعد ان تلقى اتصالات تتحدث عن هجوم محتمل عليه بسبب مواقفه المطالبة بإيقاف حمام الدم في سوريا والتي اعتبرتها الاتصالات معادية لسوريا. وأشارت مصادر مصرية إلى أن الأمن المصري عزز إجراءات الحماية للأمين العام وطلب من السلطات السورية التحقيق في مصدر الاتصالات. وأفادت تقارير إعلامية بتلقي الأمين العام لجامعة الدول العربية لتهديدات شخصية، مما دفع الجهات الأمنية إلى تشديد الأجراءات الأمنية على تحركاته. وأشارت مصادر مقربة من العربي لوسائل اعلام مصرية أنه تلقى تهديدات لم يتم الإفصاح عن محتواها، وصلت إلى منزله ومكتبه بالجامعة العربية، وأن هذه التهديدات مجهولة الهوية، ولم يعٌرف مصدرها حتى الآن. يذكر أن العربي كان قد اتهم النظام السوري بعدم الالتزام بخطة الجامعة العربية، ودعا إلى اجتماع طارئ للجامعة لمناقشة الوضع في سوريا، وهو الاجتماع الذي قرر تعليق عضوية سوريا فى الجامعة العربية، وفرض عقوبات سياسية واقتصادية على النظام السوري، وكذلك دعا الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق. كما دعا العربي جميع الأطراف إلى عمل كل ما يمكن لوقف نزيف الدم السوري، وجاءت دعوته قبيل اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب، قرر إرسال مراقبين إلى سوريا. وأشار رئيس الوزراء القطري الى إساءة المندوب الدائم لسوريا في الجامعة العربية يوسف أحمد، عقب صدور قرار تعليق عضوية سوريا فى الجامعة العربية. وأكد بن جاسم خلال مؤتمر صحفي أن السفير السوري وجه له وللأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ألفاظا نابية داخل الجلسة المغلقة، مشيراً أنه رد عليه قائلا "أنا أترفع عن الألفاظ النابية، ولا أتحدث مع أحد بهذه الطريقة، أنا أرفع من أن أرد على واحد بهذه الطريقة وأقول له الله يسامحه وكل هدفنا مساعدة سوريا". وكانت الجامعة قد اتخذت قرارا بتعليق مشاركة سوريا فى الجامعة العربية لحين تنفيذها بنود المبادرة العربية ودعت إلى سحب السفراء العرب وتوقيع عقوبات اقتصادية وسياسية على نظام بشار الأسد. وأكد السفير السوري يوسف أحمد، أن بلاده غير معنية بالقرار الصادر عن الجامعة العربية، وانه "لا يساوي ثمن الحبر الذي صيغ به"، مؤكداً "انه سيتم محاسبة كل من شارك في صياغته أشد حساب".