قالت البحرية الإسرائيلية، الجمعة، إن أفرادها صعدوا إلى سطح سفينتين تحملان مساعدات ونشطاء كانتا في طريقهما الى قطاع غزة، وسيطروا عليهما، قبل أن ستم تحويل مسارهما إلى ميناء أسدود. وقال الجيش إن "جنود البحرية تصرفوا وفقا للخطط واتخذوا كل الإجراءات لضمان سلامة النشطاء،" الذين سيتم احتجازهم،" لافتا إلى أن أفراد البحرية لم يلقوا أي مقاومة. وكان قائد الجيش الإسرائيلي، أمر الجنود على متن السفن البحرية الإسرائيلية اعتراض السفينتين، إذا رفضتا الاستجابة إلى نداءات بالعودة. وأكد الجيش في وقت سابق ان الناشطين على متن أسطول "أمواج الحرية" المصغر يرفضون التعاون، في وقت قال فيه النشطاء على متن السفينتين إنهم "محاطون بالسفن الحربية الإسرائيلية." وقد واصلت قافلة المساعدات الإنسانية "أمواج الحرية" إبحارها باتجاه القطاع الفلسطيني الجمعة، دون أن ترصد أي تحركات لسفن البحرية الإسرائيلية، باستثناء ظهور سفينتين إسرائيليتين في المياه الدولية، لفترة وجيزة، مساء الخميس. وقالت هويدا عارف، واحدة من منظمي القافلة البحرية، التي تضم سفينتي "التحرير" الكندية، و"الحرية" الأيرلندية، وعلى متنهما 27 متضامناً من تسع دول، إن القافلة أصبحت على مسافة حوالي 100 ميلاً من غرب قطاع غزة، في حوالي العاشرة من صباح الجمعة. وكانت سفينتان تابعتان للبحرية الإسرائيلية قد اقتربتا إلى مسافة تقل عن ستة أميال من سفينتي المساعدات مساء الخميس، بينما كانتا تبحران على مسافة تبعد نحو 250 كيلومتراً (160 ميلاً) من شمال قطاع غزة، بحسب ما أكد المتحدث باسم منظمي القافلة، لورانس ديفيز، لCNN. وبينما تواصل السفينتان إبحارهما باتجاه القطاع الفلسطيني الذي تفرض عليه السلطات الإسرائيلية حصاراً شاملاً منذ خمس سنوات، قال الناشط الأمريكية، كايت كيتريدج، والمتواجد على متن السفينة "التحرير"، إنه "لم يتم رصد أي قوارب على الرادار." وتابع المتضامن الأمريكي قائلاً: "نحن ننتظر ما قد تحمله لنا الساعات القادمة، وليس لدي أدنى فكرة واضحة عما يمكن أن يحدث." وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد ذكرت، في وقت سابق، أنه لن يتم السماح للسفينتين الكندية والأيرلندية، اللتين انطلقتا مساء الأربعاء من ميناء "فتحية" التركي، ب"خرق الطوق البحري" المفروض على غزة. وبحسب ناشطون فإن قافلة "أمواج الحرية" تُعد المحاولة ال11 لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، نجحت خمسة منها في الوصول إلى القطاع الفلسطيني، خلال الفترة من أغسطس/ آب وديسمبر/ كانون الأول 2008، بينما منعت البحرية الإسرائيلية القوافل الأخرى من الوصول. وفي أواخر مايو/ أيار 2010، قامت قوة كوماندوز تابعة للبحرية إسرائيلية بمهاجمة سفن قافلة "أسطول الحرية"، التي كانت تنقل مساعدات إنسانية لقطاع غزة المحاصر، مما أسفر عن مقتل تسعة متضامنين أتراك، الأمر إلى توتر العلاقات بين إسرائيل، وحليفها الإستراتيجي السابق، تركيا. وفي غزة، وجهت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، وخاصةً الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، من أجل التحرك الفوري والعاجل لضمان سلامة المتضامنين الدوليين، على متن سفينتي "التحرير" و"الحرية"، وضمان وصولهم الآمن إلى القطاع. وفيما نددت الشبكة الفلسطينية بالتهديدات الإسرائيلية بمنع المتضامنين من الوصول إلى غزة، فقد أكدت أن قافلة "أمواج الحرية" تقوم ب"مهمة إنسانية مدنية، هدفها التضامن مع الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على معاناته جراء الحصار الظالم واللا شرعي." كما شددت الشبكة، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على غزة، على مطالبتها بضرورة تحرك المجتمع الدولي لرفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، وضمان تواصله مع العالم بكل حرية، والبدء الفوري في عملية إعادة إعمار القطاع. وفي وقت سابق الخميس، قال منظمو القافلة الجديدة إلى قطاع غزة، إن "رسالتهم التضامن والتحدي والصمود والوحدة والحرية والأمل للشعب الفلسطيني، بمواجهة السياسات الإسرائيلية التي فصلت عملياً الفلسطينيين عن بعضهم." ويحمل القاربان، بحسب منظمي القافلة، أدوية ومساعدات طبية ومواد إغاثة أخرى، تصل قيمتها إلى حوالي 30 ألف دولار، حيث أفاد البيان بأن المتضامنين المسافرين على متن القاربين، تعهدوا "الالتزام بعدم اللجوء للعنف في الدفاع عن القافلة، وعن حقوق الإنسان الفلسطيني." وذكر منظمو القافلة أنهم لم يعلنوا عن استعداداتهم، قبل الإعلان عن إبحار القاربين المحلين بالمساعدات إلى غزة، بسبب "جهود إسرائيل لمنع وإجهاض أسطول الحرية 2، في يوليو/ تموز الماضي"، وأشاروا، في بيان إلى أن القافلة من المتوقع أن تصل إلى غزة بعد ظهر الجمعة.