اعترضت البحرية الاسرائيلية امس السفينتين الايرلندية والكندية اللتين تقلان ناشطين مؤيدين للفلسطينيين كانوا يحاولون كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة. واكدت ناطقة باسم الجيش لوكالة «فرانس برس» عدم وقوع اي اصابات خلال العملية. وافاد بيان للجيش الاسرائيلي: «قبل وقت قصير، صعد ضباط في البحرية الاسرائيلية على متن السفينتين المتجهتين الى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض عليه والذي يتوافق مع القانون الدولي». وقال إنه سيتم اقتياد السفينتين إلى ميناء أشدود، مضيفاً: «تصرف جنود البحرية الإسرائيلية وفقاً للخطط واتخذوا كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الناشطين على متن السفينتين، فضلاً عن سلامتهم الشخصية». وقال الجيش ان حمولة السفينتين قد تفرغان في ميناء اشدود وتنقلان براً الى غزة. وقبل ساعات، اعلن ناشطون مؤيدون للفلسطينيين، أن البحرية الاسرائيلية اجرت اتصالات بالسفينتين الكندية والايرلندية اثناء توجههما الى شواطئ غزة. وقال منظمو رحلة السفينة الايرلندية في بيان: «نحو الساعة الحادية عشرة (بتوقيت ايرلندا)، وصلتنا مكالمة هاتفية عاجلة من فينتان لاين منسق السفينة الايرلندية ليقول ان هناك سفينتي حرب اسرائيليتين تقتربان بسرعة من السفينتين الايرلندية والكندية». واضاف: «تبعد (سفينتا) الحرية والتحرير 48 ميلاً بحرياً عن شواطئ غزة». وأكد ناشطون على متن سفينة التحرير عبر موقع «تويتر» قيام البحرية الاسرائيلية بالاتصال بهم. من ناحية أخرى، اكد الجيش الاسرائيلي في بيان قيام البحرية بالاتصال بالسفينتين، وقال: «أعلمت البحرية الاسرائيلية السفينتين بأن المنطقة التي تتجهان اليها، سواحل غزة، تخضع للحصار البحري بما يتوافق مع القانون الدولي». واضاف: «نصحت البحرية الاسرائيلية السفينتين بالعودة في اي نقطة حتى لا يتم كسر الحصار البحري المفروض او الابحار الى ميناء في مصر او ميناء اشدود». واوضح ان «الناشطين رفضوا التعاون». وكان الأسطول الصغير المؤلف من سفينة «الحرية» الايرلندية وسفينة «التحرير» الكندية، والذي يحمل معدات طبية وعلى متنه ناشطون، انطلق بعد ظهر الاربعاء من ميناء فتحية جنوب غرب تركيا، وكان متوقعاً ان يصل امس الى غزة. واعلنت منظمة «أمواج الحرية الى غزة» المنظمة للعملية في بيان ان على متن المركبين 27 شخصاً، من بينهم صحافيون وافراد الطاقم، اضافة الى ادوية تقدر قيمتها بنحو 30 الف دولار. وقال المتحدث باسم منظمي رحلة السفينة الكندية دنيس كوسيم في اتصال هاتفي من مونتريال لوكالة «فرانس برس»: «تم ارشاد الطاقم بعدم مقاومة البحرية الاسرائيلية عندما تحاول اعتراض» السفينتين. وأضاف: «وقع الجميع وثيقة يتعهد فيها عدم المقاومة في حال صعود البحرية الى السفينة». وقال الناشط الايرلندي فينتان لاين مساء اول من امس، إن زوارق حربية اسرائيلية اقتربت الخميس حتى مسافة ستة اميال من السفينتين وحلقت فوقهما طائرات استطلاع. وحاول نشطاء كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة في ايار (مايو) عام 2010 في أسطول سفن قادته سفينة «مافي مرمرة» التركية. وقتلت وحدة كومندوس بحرية اسرائيلية تسعة اتراك بعد ان شنت هجوماً على الاسطول، ما أثار أزمة ديبلوماسية بين تركيا واسرائيل دفعت انقرة الى طرد السفير الاسرائيلي وتجميد العلاقات العسكرية مع الدولة العبرية. وحاول اسطول ثان باسم «اسطول الحرية 2» الوصول الى غزة في تموز (يوليو) الماضي، لكن تم تخريب سفن عدة تابعة له واتهمت اسرائيل بذلك وتم اعتراض بقية السفن قبل وصولها الى غزة. وكانت آخر سفينة حاولت الوصول الى غزة هي سفينة الكرامة الفرنسية في تموز (يوليو)، وقد اعترضتها البحرية الاسرائيلية على بعد 40 ميلاً بحرياً من ساحل غزة. وفرضت اسرائيل حصاراً بحرياً على قطاع غزة منذ اسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت في حزيران (يونيو) عام 2006، وشددته عام 2007 بعد سيطرة حركة «حماس» على القطاع. ورغم اطلاق شاليت الشهر الماضي، أبقت اسرائيل حصارها البحري على قطاع غزة والذي تقول انه ضروري لمنع دخول الاسلحة. 5