أعلن حلف شمال الأطلس (الناتو)، الأحد 19 يونيو 2011 ، إنه يحقق في مزاعم الحكومة الليبية بمقتل ثلاثة مدنيين في غارة نفذتها إحدى طائراته على طرابلس، في الوقت الذي قتل ستة أشخاص وأصيب 30 آخرون بمواجهات بين "الثوار" والكتائب الموالية للعقيد، معمر القذافي، في بلدة "الدافنية." وفقا لما أوردت شبكة (سى ان ان) الاخبارية. وكانت الحكومة الليبية قد اتهمت الناتو بقصف ضاحية سكنية في العاصمة، طرابلس، الأحد، تزامناً مع إعلان حلف شمال الأطلسي، السبت، أن طائرة تابعة له أغارت عن طريق الخطأ على رتل للثوار الليبيين في منطقة البريقة الخميس الماضي. ورغم عدم إعلان الناتو عن عمليات جوية في طرابلس، الأحد، غير أن الحكومة الليبية سارعت لإدانة الحلف بما وصفه الناطق الحكومي، موسى إبراهيم، بأنه "جريمة قتل بدم بارد." وتابع إبراهيم: "هل هذا ما يسمونه حماية للمدنيين؟.. هل هذا حقاً لإيجاد السلام والديمقراطية في ليبيا بمهاجمة ضواحي طرابلس المسالمة؟" وقال المسؤول الليبي إن الحكومة تحمل الناتو، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ونظيره الأمريكي، باراك أوباما "المسؤولية القانونية والأخلاقية عن جرائم وجريمة القتل هذه." وبث التلفزيون الرسمي في ليبيا لقطات تظهر مبن مدمر وفرق الإنقاذ والمدنيين وهم ينتشلون جثة من تحت الأنقاض قائلاً إن القتلى الثلاثة ينتمون إلى أسرة واحدة. ومن جانبه، رد الحلف الأطلسي بأنه على علم بمزاعم الحكومة الليبية وينظر فيها، إلا أن الناطقة باسمه، أونا لانغسو، ردت، السبت، على مزاعم مماثلة سابقة أطلقها النظام بالقول:"مزاعم القذافي وأركان نظامه شائنة.. أنهم هم من يهاجمون الشعب الليبي بشكل ممنهج ووحشي." وعلى الصعيد الميداني، قتل ستة أشخاص، بينهم ثلاثة من الثوار، وأصيب 30 آخرون، أثناء مواجهات بين الثوار والكتائب الموالية للقذافي، في بلدة "الدافنية"، الأحد، وفق مصادر طبية من المنطقة. وقال شهود عيان إن البلدة الواقعة إلى غرب "مصراته" تتعرض لقصف مدفعي كثيف من قبل الطرفين المتناحرين، بعد بدء كتائب القذافي قصف المدينة صباح الأحد، في حيث تدفقت أعداد من الجرحى على مستشفى البلدة. الناتو يقر بمهاجمة الثوار بالخطأ وتزامنت الاتهامات مع إعلان الناتو، السبت أن طائرة تابعة له أغارت عن طريق الخطأ على رتل للثوار في "البريقة"، غريب ليبيا. وأوضح الحلف في بيان انه بعد دراسة التقارير بشأن إحدى ضرباته، لاحظ انه ضرب قوات الثوار في منطقة البريقة الخميس. وأوضح الناتو في بيان، انه بعد دراسة التقارير بشأن إحدى ضرباته، لاحظ انه ضرب الثوار في منطقة البريقة الخميس، مضيفاً: "الحلف الأطلسي يؤكد أن الآليات التي أصيبت كانت جزءا من رتل للثوار". وأبدى الحلف الأطلسي أسفه "لكل خسارة بشرية أو أي إصابة ناجمة عن هذا الحادث". ومنذ توليه الحملة الجوية في ليبيا أواخر مارس/آذار الماضي، يقصف حلف الناتو الكتائب الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، بصواريخ من سفن بالبحر أو بطائرات مقاتلة تحلق على علو شاهق، بيد أنه أدخل مؤخراً مروحيات قتالية بريطانية وفرنسية تحلق على علو منخفض لضرب أهداف أرضية بدقة أكثر. وتابع الناتو في بيانه بأنه تم رصد رتل من الآليات العسكرية يضم دبابات في منطقة كانت قوات القذافي تدخلت فيها للتو، وأضاف البيان "في ظل سيناريو من المعارك المعقدة والمتغيرة، اعتبرنا أن هذه الآليات تمثل تهديدا للمدنيين ويجب استهدافها من جانب طائراتنا. ويشار إلى أن البريقة، الواقعة شرق العاصمة ليبيا وغرب مقر الثوار في بنغازي، تعتبر من أبرز ساحات المواجهات بين الجانبين المتصارعين منذ بدء الحرب في فبراير/شباط الماضي. وعلى صعيد مواز، أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وكاثرين آشتون، ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وجان بينغ، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وعبد الإله الخطيب، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، والحبيب كباشي، مدير إدارة الشؤون السياسية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مناقشات حول الوضع في ليبيا. ورحب المشاركون في مؤتمر القاهرة الثاني بشأن ليبيا بالجهود الدولية الجارية لحل الأزمة، وأكدوا على أهمية تكثيف الجهود الإنسانية وتعهدوا بدعم الشعب الليبي خلال الفترة الإنتقالية، بحسب بيان صادر عن الجامعة العربية.