قبل حوالي 109 أعوام كتب المفكر العلامة الراحل عبد الرحمن الكواكبي كتابا قيما ، يؤكد المقربون منه أنه دفع حياته ثمنا له . فقد كان الكواكبي في قمة مجده ومحاولاته الإصلاحية حين توفي بشكل مباغت وعمره حوالي 48 عاما . ويرى الكثيرون، محقين، أن رحيله لم يكن بريئا، بل أنه نتيجة لمؤامرة دبرت ضده لإسكات صوته الذي كان بدأ يفعل فعله في مصر ودنيا العرب، والعالم الإسلامي عموماً. وتوفي – يرحمه - بالقاهرة عام 1902 ضحية سم دُس له في فنجان قهوة ، معيدا قصة ارسطو فيلسوف الاغريق وضحية الدفاع عن الحرية. وأعتقد ان الغالبية العظمى من قراء العربية لم يقرأوا كتاب (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد). سواء كان ذلك عن عمد بسبب حظر هذا الكتاب رقابيا في معظم الدول العربية، او عن جهل بسبب عزوفنا عن القراءة. وانني على يقين أننا حكاما ومحكومين دفعنا ثمنا باهظا لعدم قراءتة. فالكتاب يشخص بشكل دقيق الحالة التي تعيشها الشعوب العربية الاسلامية، ويوضح أيضا سبيل الخلاص، وكان الرجل لايزال يعيش بيننا . فلو قرأنا هذا الكتاب وتم تضمينه في مناهج التعليم لفهمت الشعوب حقوقها مبكرا، وأدرك الحكام خطورة الاستبداد ، وبالتالي لم نكن نصل الى مرحلة التصادم الحالية التي تشهد سفك الكثير من دماء الأبرياء.