قال مدافعون عن حقوق الإنسان إن محكمة أمنية سورية خاصة حكمت على مدونة شابة يوم الإثنين، 14 فبراير / شباط 2011، بالسجن خمسة أعوام بتهمة إفشاء معلومات لدولة أجنبية رغم نداءات من الولاياتالمتحدة لإطلاق سراحها. وأضاف المدافعون الحقوقيون أن عقوبة السجن لفترة طويلة ضد طالبة الثانوي طل الملوحي (19 عاما) والتي كانت رهن الاحتجاز منذ عام 2009 تعد دلالة أخرى على تشديد الحملة ضد المعارضة في سوريا في أعقاب الثورتين التونسية والمصرية. وكتبت الملوحي مقالات على الإنترنت تقول فيها إنها تتوق للقيام بدور في تشكيل مستقبل سوريا التي تخضع لسيطرة حزب البعث طوال الخمسين عاما الماضية. وطلبت أيضا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يفعل المزيد لدعم القضية الفلسطينية. واتهمتها محكمة أمنية قبل عدة أشهر بإفشاء معلومات - كان ينبغي ان تظل طي الكتمان - لدولة أجنيية. واقتيدت الملوحي التي كانت ترتدي بنطالا وقبعة من الصوف ذي اللون الأصفر الباهت مكبلة بالأغلال ومعصوبة العينين إلى المحكمة في ظل إجراءات أمنية مشددة. وعقدت المحكمة جلستها في مكان فُرض حوله طوق أمني بقصر العدل الواقع بوسط العاصمة السورية. وظلت الملوحي ساكنة بعد جلسة النطق بالحكم ولم تتفوه بكلمة. وأجهشت والدتها التي كانت تنتظر في ساحة المحكمة بالبكاء بعد إبلاغها بمنطوق الحكم. وقال المحامون وهم الوحيدون الذين سمح لهم بحضور الجلسة المغلقة إن القاضي لم يقدم أي دليل أو تفاصيل عن سبب اتهام الملوحي. ولم يحضر الجلسة أي ممثل ادعاء. وقال مدافع حقوقي يتابع القضية طلب عدم الكشف عن اسمه "تلفيق الاتهامات التي تلمح إلى الخيانة كدرس للآخرين هي طريقة بالية تماما". وأضاف "مع الأسف لم يتعلم النظام أي دروس من تونس أو مصر" في إشارة إلى الاضطرابات التي أطاحت بالرئيسين التونسي والمصري خلال الأسابيع الماضية. وقالت وزارة الخارجية الامريكية الأسبوع الماضي إنه يتعين الإفراج عن الملوحي لأن المزاعم بوجود صلات تجسس لها مع الولاياتالمتحدة لا أساس لها، وإن المواطنين السوريين لهم كل الحق في حرية التعبير. ولم يتح لوالدة الملوحي رؤيتها سوى مرتين فقط منذ اعتقالها. وكتبت والدة الملوحي رسالة الى الرئيس السوري بشار الأسد العام الماضي تناشده الإفراج عن ابنتها قائلة إن الملوحي انغمست في السياسة دون أن تفهمها. ولم يصدر أي تعليق من المسؤولين السوريين. وقال المسؤولون في السابق إن السجناء السياسيين في سوريا ينتهكون الدستور الذي جرى تعديله في السبعينات ليكون "حزب البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع". وأثار اعتقال الملوحي عاصفة في عالم المدونات العربية التي شملت عديدا من الانتقادات تجاه ما وصفته بالقمع العشوائي في سوريا. والإنترنت منفذ نادر للتعبير عن وجهات النظر المستقلة في سوريا رغم المراقبة والحظر المفروضين على مواقع عديدة. وألقي القبض على عدة مدونين وكتاب سوريين وحكم عليهم بالسجن. وشهد هذا العام أحكاما أشد غلظة في وقت ساهمت فيه الإنترنت في انتشار الاحتجاجات الحاشدة في عدد من الدول العربية. وأصدرت محكمة أمن الدولة العليا الشهر الماضي حكما ضد عباس عباس وهو يساري (69 عاما) بالسجن سبعة أعوام في حين اعتقل إسلامي (75 عاما) بعد أن دعا عبر الإنترنت إلى احتجاجات حاشدة على غرار ما حدث في مصر. وسوريا لها تاريخ طويل في اعتقال الزعماء السياسيين. وقضى المعارض البارز رياض الترك 25 عاما في السجن منها أكثر من 17 عاما من الحجز الانفرادي. ويقضي هيثم المالح البالغ من العمر 80 عاما وهو قاض سابق عقوبة السجن ثلاثة أعوام بعد ان انتقد الفساد في البلاد. وكان قد سجن لمدة سبعة أعوام كمعتقل سياسي في الثمانينيات.