أعلنت وزارة الخارجية السورية، الخميس 17 فبراير 2011، ان المدونة السورية (طل الملوحي) التي حكم عليها بالسجن 5 سنوات، بتهمة افشاء معلومات لدولة اجنبية، كانت تعمل لحساب وكالة الاستخبارات الاميركية. وقالت مديرة الاعلام الخارجي في الخارجية السورية بشرى كنفاني امام عدد من الصحفيين ان الملوحي "جندت عندما كان عمرها 15 عاما عند طريق ضابط نمساوي يعمل في منظمة قوة الاممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك (اندوف)" في هضبة الجولان المحتلة. واضافت كنفاني للصحافيين ردا على "الاحتجاجات التي طالت هذا الحكم" و"الادعاءات الكاذبة" ان الملوحي كانت "في سن الرشد عند صدور الحكم عليها"، علما انها من مواليد حمص 1991. وكشفت كنفاني مسيرة تجنيد الملوحي منذ اقامتها في دمشق وانتقالها الى القاهرة مع اسرتها في 29 سبتمبر 2006" بناء على طلب الضابط قبل ان يطلب منها العودة الى دمشق "والقيام بمهام داخل القطر". واشارت الى ان ضابطا تابعا لوكالة الاستخبارات الاميركية قام في القاهرة "بربط الملوحي مع دبلوماسيين اميركيين هما ستاسي روس ستاربوك وايمي سيا كاترين ديستيفانو (الملقبة بجيسيكا) اللذين طلبا منها جمع معلومات واقامة اتصالات خاصة مع السكرتير الثالث في السفارة السورية في القاهرة سامر ربوع". ولفتت كنفاني الى تعرض ربوع الى محاولة قتل في 17 نوفمبر 2009 تمكن من النجاة منها بعد عراك مع المهاجمين والاستيلاء على هويتهما، مشيرة الى ان هذه المحاولة تسببت بحصول ندبة على وجهه بطول 14 سم وشلل في جانب من وجهه. واضافت كنفاني ان التهمة ثبتت على ستاربوك بعد ان رفعت السفارة السورية دعوى قضائية بحق الدبلوماسيين الاثنين. وطلبت جيسيكا اثر ذلك من الملوحي العودة الى دمشق مع اسرتها "وكلفتها بمهام داخل القطر تتمثل بزيارة سجني صيدنايا وعدرا للتعرف على حالة الموقوفين فداء حوراني واكرم البني". كما طلبت منها "اقامة علاقات مع ضباط امن سوريين ومحاولة التقرب ممن تستطيع من المسؤولين السوريين"، بحسب كنفاني. واضافت كنفاني ان الملوحي "تمكنت من اخذ المعلومات وارسالها الى جيسيكا، كما زودتها باسماء بعض الضباط العاملين في مقرات امنية". وكانت محكمة امن الدولة العليا بدمشق اصدرت الاثنين حكما بالسجن لمدة 5 سنوات بحق الناشطة السورية طل الملوحي بتهمة "افشاء معلومات لدولة اجنبية (الولاياتالمتحدة) يجب ان تبقى مكتومة". وطالبت الولاياتالمتحدة السبت الماضي سوريا بالافراج عن المدونة الشابة التي ادينت بعد "محاكمة سرية" بتهمة التجسس لحساب واشنطن، وفق ما اعلنت الخارجية الاميركية. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية في بيان ان "الولاياتالمتحدة تدين بشدة المحاكمة السرية للمدونة طل الملوحي وتدعو الى الافراج الفوري عنها". واضاف فيليب كراولي ان واشنطن "ترفض المزاعم العارية عن الصحة حول صلة (الملوحي) بالولاياتالمتحدة والتي ادت الى اتهامات بالتجسس لا اساس لها". كما طالبت منظمات حقوقية من بينها هيومن رايتس ووتش التي تتخذ في نيويورك مقرا لها السلطات السورية بالافراج الفوري عن الملوحي. وقال بيان للمنظمة ان احد اجهزة الاستخبارات السورية استدعى المدونة في 27 ديسمبر الماضي واعتقلها على الفور. وبعد يومين، دهم عناصر امنيون منزلها وصادروا جهاز كمبيوتر واقراصا مدمجة وكتبا. ولم تعط اجهزة الامن اي تفسير لاعتقالها، بحسب هيومن رايتس ووتش. واعلنت ثلاث منظمات سورية تدافع عن حقوق الانسان في نهاية نوفمبر ان طل الملوحي "استجوبت في العاشر من نوفمبر من جانب المحكمة العليا لامن الدولة" قبل ان يعاود اعتقالها. وناشدت والدة الملوحي الرئيس السوري بشار الاسد "التدخل للافراج عن ابنتها المعتقلة لدى جهاز امن الدولة في دمشق". ونفت الوالدة اي علاقة لابنتها المولودة في الرابع من نوفمبر 1991 "بأي تنظيم سياسي سوري معارض او غير معارض"، مشيرة الى ان "جدها محمد ضيا الملوحي شغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد".