أوضح رئيس مركز أبحاث الدماغ بالجامعة الوطنية السويسرية للعلوم والتقنية، ان آلية تحول البروتينات الصبغية في دماغ الإنسان عبر مجموعة من المؤثرات والإنزيمات إلى "بروتينات ضارة" تترسب في الدماغ مما يتسبب في حدوث أمراض الخرف ومرض باركنسون. وتطرق البروفيسور هلال الأشول في افتتاح الندوة العلمية عن أمراض الخرف، التي نظمها كرسي الشيخ سالم بقشان لأمراض الخرف، أخيرا، تحت عنوان "أحدث التطورات البحثية في تشخيص وعلاج أمراض الخرف ومرض باركنسون"، إلى أسباب ترسب هذه البروتينات المضرة، موضحا أن هناك عدة نظريات منها النظرية الخاصة بتقدم العمر، الذي يعتبر أكثر العوامل المشجعة لظهور المرض، اذ إن غالبية المرضي يصابون به بعد سن الخامسة والستين، وتزداد فرصة المرض بنسبة الضعف كل 5 أعوام تالية لهذا السن، حتى تصل إلى نسبة 50% عند سن 85. وأكد أهمية تناول الأغذية الصحية التي تحتوي على المواد المضادة للأكسدة ودورها المهم في الوقاية من تلك الأمراض كالشاي الأخضر والخضراوات والفواكه الطازجة. فيما أوضح المشرف على الكرسي الدكتور عبد المنعم بن عبد السلام الحياني، أنه لا يوجد حتى الآن علاج جذري لأمراض الخرف وأمراض باركنسون التي تظهر غالبا بعد سن الستين، وتصيب ما يقرب من 1% من سكان العالم، مشيرا إلى أن العلاجات الموجودة تلطف من الأعراض وتجعل الجسم يتعايش معها. وشدد على أهمية الاكتشاف المبكر لتلك الأمراض وتناول العلاج المناسب لها، محذرا من المضاعفات التي تسببها، حيث ان مرض باركنسون يؤدي إلى بطء الحركة مع اختلال التوازن، وتيبس في الأطراف، ورجفان في الأطراف العليا والسفلى، مما يمنع الإنسان من ممارسة حياته الطبيعية. وبين الحياني أن مرض الخرف يتسبب في فقدان الذاكرة القريبة التي يمكن أن تتطور إلى غرابة في السلوك وعدم تذكر الأشياء ومن ثم تدهور الحالة النفسية، فيشعر المريض بالانعزالية والبعد عن أقرب الناس له. وبين أن من أعراض الخرف المبكر حدوث تناقص في الذاكرة مع عدم القدرة على القيام بالوظائف اليومية ثم اضطراب في الحكم على الأشياء وأحيانا التوهان، وأيضا بعض التغيرات في الكلام مثل صعوبة استدعاء الكلمة مع القدرة على ترديدها وإدراك معناها والفقدان المتزايد للقدرة على الكلام. وأشار كبير الباحثين بمركز أمراض الياركنسونيزم بجامعة كوين بيلفاست، ومدير مركز باركنسون في جامعة الإمارات البروفيسور عمر الأجنف، إلى توفر تقنيات علمية جديدة تختص بوجود نوع من البروتينات في دم المريض يدل على مدى تطور حالاته المرضية. وكشف أن معظم الدراسات تركز على أهمية ممارسة الإنسان لحياته الطبيعية من خلال تناول الأغذية الصحية من خضراوات وفواكه طازجة وممارسة الرياضة، مفيدا أن الأشخاص الذين ينشطون في مقتبل ومنتصف العمر، يمكن أن يتمتعوا بصحة ولياقة ومرونة أكثر في خريف أعمارهم، وكذلك المحافظة على حياة الدماغ النشطة عبر القراءة المستمرة واستخدام العقل في التفكير والمساهمة في حل المشكلات، مما يساعد الإنسان على الوقاية من تلك الأمراض.