اعتبر المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف، ما أقدم عليه بعض الموقوفين في إدارة الترحيل بالهرب هو "مؤشر قوي على وجود خلل في الإدارة". وأوضح الجمعة 8 أكتوبر 2010، أن "محاولة الهروب تشير الى وجود مؤشر حول عدم تحسن الوضع داخل الترحيل، وهو ما سيتم التحقق منه في زيارة قادمة بإذن الله"، مؤكدا ان آخر الزيارات للموقع "كانت منذ 5 سنوات ماضية تم خلالها زيارة عنابر الترحيل المخصصة للرجال والنساء، ورصد عدد من الملاحظات في حينه، ومنها التكدس الكبير في العنابر لأعداد الموقوفين، وملاحظات اخرى تم رصدها على دورات المياه كونها غير لائقة، وبها قصور في توفير الاحتياجات الخاصة بالموقوفين". واضاف الشريف ان "من ابرز الملاحظات الموجودة داخل الترحيل كانت تأخر وبطء الإجراءات الخاصة ببعض الموقوفين، الذين قضوا كثيرا من الوقت بداخل الترحيل، اضافة الى عدم تعاون بعض القنصليات في انهاء معاملات رعاياها، وكان التكييف ضعيفا للغاية ولا يغطي كل المساحات الكبير للترحيل وبخاصة في ظل الاجواء الحارة". وألمح الى انه "تم رصد غلاء الاسعار داخل التوقيف وهو غلاء كبير في الاحتياجات العادية التي يحتاجها الموقوف، وتختلف الاسعار كثيرا عما هو خارجها"، مشيرا الى انه "تم الرفع بتلك الملاحظات للجهات المعنية عن الترحيل، غير انه لم يتم الرد علينا او ما تم حيالها من تعديل وعلمنا مؤخرا بنقل توقيف النساء الى عنابر اخرى في حي الرحاب"، مؤكدا عزم الجمعية على "تنفيذ زيارات اخرى في اقرب وقت بهدف التحقق من الاوضاع الحالية، وما تم من معالجات من ملاحظات سابقة تم ابرازها من قبلها". إلى ذلك، تواصل لجنة التحقيق في حادثة هروب عدد من موقفي إدارة الوافدين في جدة مهامها في الكشف عن مسببات الهروب، والكيفية التي تم بها، قبل ان تنجح الجهات الأمنية في السيطرة عليهم واعادة النظام لعنابر الموقوفين، وذلك باشراف ومتابعة شخصية من مدير عام الجوازات في المملكة اللواء سالم البليهد. يذكر أن أمانة جدة أكدت في وقت سابق قبل وقوع الحادثة انها تحركت بشكل سريع وعاجل للوقوف على مبنى إدارة الوافدين ، إثر تلقيها خطابا عاجلا من إدارة الدفاع المدني، يشير إلى أن المبنى آيل للسقوط في أية لحظة، كونه يعد من المباني القديمة التي تجاوز عمرها الافتراضي المحدد ب 30 عاما. واشار في حينه، مدير عام إدارة الطوارئ والمنسق العام للجنة المباني الآيلة للسقوط في أمانة جدة المهندس خالد زيني أن الأمانة تلقت خطابا رسميا من إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة، يفيد بضرورة الكشف على مبنى إدارة الوافدين (الترحيل) لتحديد مدى صلاحيته؛ اذ يعد من المباني القديمة المتهالكة والآيلة للسقوط، وبناء على خطاب الدفاع المدني تم تعميد احد المكتب الاستشاري الهندسي المتعاقدة مع الأمانة للبدء فورا في عمل التقرير الفني الخاص بالمبنى، لبيان حالته ومعرفة مدى احتياجه لأعمال الترميم أو الهدم والإزالة. وأكد مدير إدارة الوافدين في منطقة مكةالمكرمة العقيد حسين الحارثي، ان "الترحيل قام خلال اليومين الماضية بترحيل ما يزيد على ألف مخالف لنظام الاقامة والعمل، وان التأخر في ترحيل بعض الجنسيات يعود الى عدم تعاون قنصليات بلدانهم، وبطء إجراءاتهم في إصدار الوثائق اللازمة لترحيلهم". وردا على الملاحظات التي رصدها فريق من فرع جمعية حقوق الإنسان في المنطقة الغربية قال الحارثي: "نتعامل مع مخالفين من جنسيات مختلفة وجميعهم من المتعمدين مخالفة أنظمة المملكة، ورغم ذلك تقدم لهم الخدمات الصحية والإيواء والإعاشة من قبل أفضل الشركات المتخصصة وتقدم لهم رعاية لا تتوافر لهم في بلدانهم". وأشار الحارثي إلى أن "من تمكنوا من الهروب استغلوا فترة تقديم وجبة الإفطار، واعتدوا على الطهاة والعمال الذين يباشرون توزيع الوجبات، ولاذوا بالفرار"، مؤكدا أن "تعاون الأجهزة الأمنية ساهم في السيطرة على الوضع في العنابر، وأنه تم التعميم عن بقية الهاربين حسب أوصافهم، وعقب ايقافهم مباشرة تم تسجيل بصماتهم العشرية وبصمات الايدي والصور الشخصية لهم، وهو ما يسهل ضبطهم والتعرف عليهم في أي لحظة". يشار الى ان مصادر قد اكدت نجاح الجهات الامنية في اعادة ما يزيد على 273 شخصا ممن نجحوا في محاولة الهروب، كان منها ما يزيد على 40 حالة تم اعادتها عن طريق الدوريات الامنية، التي نجحت في تطويق احياء الشرفية والكندرة والبغدادية والتي تجاور الحي من الناحية الغربية فيما يجاور حي الثغر من الناحية الشرقية، وهو ما اعتمدت عليه الجهات الامنية ونجحت في اعادة اعداد كبيرة بعد اقل من ساعتين على هروبهم. وشكلت ادارة الجوازات فريقا متخصصا يعمل على ملاحقة ومتابعة الاعداد القليلة من الهاربين خاصة انهم جميعا غير مطلوبين على ذمة أي قضايا جنائية او امنية، وهم من متخلفي العمرة والحج وذلك وفق ما ادلى به الناطق الاعلامي لمديرية الجوازات في منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين، الذي لم يفصح عن عدد الاشخاص الذين نجحوا في الهرب او جنسياتهم .