الذين يعرفون مدينة الدمام قبل حرب الخليج الثانية يصابون بالدهشة وهم يشاهدون تعامل قائدي المركبات مع بعضهم بعضا أثناء سيرهم في شوارعها.. سكان مدينة الدمام الذين كان يضرب بهم المثل في الهدوء وتعامل أبنائها المسالم والحضاري، أصبحوا نموذجا سيئا في قيادة السيارات.. شراسة التعامل مع الآخر وكأن الفرد منهم ينتظر لحظة الانفجار لتكون هناك مجزرة.. العنف أصبح سمة غالبة على سلوكيات الأفراد في المجتمع السعودي.. أعداد قتلى وجرحى حوادث السيارات تجاوزت المنطق.. ارتفاع نسبة الجريمة.. العنف الأسري وعنف طلاب المدارس.. ما يحدث شيء مخيف جدا. ظاهرة العنف من الظواهر التي لم يكن يعرفها المجتمع السعودي.. لماذا خرجت فجأة ؟؟ نحن نتحضر.. نحن ندخل العولمة.. زمن الفضائيات.. التغيرات الدولية.. نحن يجب أن نعترف بأن ما يحدث شيء مخيف وسوف تكون له أبعاد مستقبلية خطيرة إذا لم نتدارك الأمر ونبدأ بمعالجة الوضع, ولكي نصل إلى العلاج المناسب لا بد أن تكون هناك دراسة دقيقة لمعرفة الأسباب الحقيقية, وحتى تعود إلى المجتمع روحه المسالمة والجميلة التي عرف بها لا بد من إيجاد حلول لها، ولا بد من ضبط التصرفات غير السوية؛ وذلك بتطبيق الأنظمة والقوانين دون مجاملات, كتطبيق نظام مروري صارم ونظام تربوي في المدارس وأن يلغى من قاموسنا (أسلوب التراضي). هناك قوانين يجب أن تحترم وأن تطبق لكي نحمي مجتمعنا من الاستمرار في المنزلق الذي سوف يقودنا إلى كوارث أكبر.