أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتن عن توصلهما إلى تفاق لتقاسم السيطرة على شمال شرق سوريا، بما يتطلب من المقاتلين الأكراد الابتعاد عن كامل الحدود السورية – التركية. ويسمح الاتفاق الذي توصل إليه بوتن وأردوغان لتركيا بالاحتفاظ بقواتها في مناطق بشمال شرق سوريا استولت عليها منذ بداية هجوم 9 أكتوبر ، ويمنح القوات الروسية والجيش السوري السيطرة على بقية الحدود السورية – التركية. وفقا لأسوشيتد برس. وبموجب الاتفاق، ينسحب المقاتلون الأكراد من المنطقة الحدودية الواسعة التي يبلغ طولها 30 كيلومترا في 150 ساعة ابتداء من ظهر الأربعاء. وبعد ذلك، تقوم روسياوتركيا بدوريات مشتركة في المنطقة. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القوات الروسية والتركية ستبدأ دوريات مشتركة في سوريا على عمق 10 كيلومترات، ووصف ما تم الاتفاق عليه مع نظيره الروسي ب”اتفاق تاريخي”. وأضاف “اليوم توصلنا مع بوتن إلى اتفاق تاريخي حول مكافحة الإرهاب، وحول الحفاظ على سلامة الأراضي السورية والوحدة السياسية لسوريا، وعلى عودة اللاجئين”. وتابع أن القوات التركية والروسية ستقومان بدوريات مشتركة في شمال سوريا في نطاق عشرة كيلومترات من الحدود، مضيفا أن أنقرة ستعمل أيضا مع موسكو من أجل تأمين عودة اللاجئين السوريين الموجودين حاليا في تركيا. من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إنه توصل إلى حلول “حاسمة” مع أردوغان حول سوريا.وأشار بوتن إلى ضرورة عدم استفادة الإرهابيين من عملية تركيا في الشمال السوري، كما شدد على تعزيز الحوار بين الحكومة السورية والأكراد. ولفت إلى أن أردوغان شرح له العملية التركية في سوريا خلال اجتماعهما في سوتشي، وهو ما أدى للتوصل إلى حلول “حاسمة” مع أردوغان حول سوريا.ومن ناحيته، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه بدءا من 23 أكتوبر، ستدخل وحدات من الشرطة العسكرية الروسية لسحب المسلحين الأكراد خلال 150 ساعة. كما أشار لافروف إلى أن بوتن وأردوغان اتفقا على إمكانية استمرار العملية التركية الحالية في منطقة محدودة، حتى 32 كيلومترا داخل الحدود السورية. وأفاد وزير الخارجية الروسي بفرار نحو 500 شخص من المعتقلين في سجون مقاتلي داعش في الشمال السوري. وينتهي مساء الثلاثاء، أمد وقف لإطلاق نار توسطت فيه واشنطن لانسحاب المقاتلين الأكراد قرب الحدود السورية في الشمال الشرقي، حيث قال مسؤول أميركي إن المقاتلين الأكراد أبلغوا واشنطن أنهم طبقوا كامل شروط الاتفاق، بينما عرضت ألمانيا فكرة جديدة لإنشاء منطقة أمنية تخضع لإشراف دولي. وكانت تركيا قد بدأت عمليتها العسكرية عبر الحدود، قبل قرابة أسبوعين، عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من شمال سوريا.