تصريحات رئيس وزراء مصر عصام شرف حول علاقات مصر ودول الخليج أوضحت بجلاء موقف مصر ووفائها بالتزاماتها العربية. وقد شدد شرف على مسألة مهمة وهي أن مصر لا تساوم على سيادة أي بلد عربي، وأنها ترى أن محاولة التدخل في الشئون الداخلية لبلدان خليجية عربية مثل البحرين خط أحمر. وشكل هذا الموقف صدمة للنظام الإيراني وأتباعه والمطبلين خلفه، الذين كانوا يشيعون إن مصر ستعقد حلفاً مع إيران وتتفرج على طهران وهي تشيع عبثها في العراق والخليج والعالم العربي، وحاولت طهران بكل ما تستطيع أن تعاود الاتصالات مع مصر، ولكن القيادة المصرية الجديدة تعلم نوايا طهران وتعرف أنها تود علاقات مع مصر تخدم أطماعها وتسكت القاهرة عن تصدير العبث الإيراني الغوغائي إلى الوطن العربي. والأهم أن مصر تعلم أن شعارات إيران ضد إسرائيل وأمريكا وضوضاء المقاومة ليست سوى ضجيج إعلامي واستهلاكي محلي، وخداع للموهومين لإضفاء صفات النقاء على النظام الإيراني الذي لم يترك شبراً في الوطن العربي لم يحاول التدخل فيه أو نشر الفتن والكراهية والفرقة. وما قالته مصر فيما يتعلق بإيران أنها تسعى إلى إرساء علاقات مع إيران ومع كل بلدان العالم على أساس الاحترام المتبادل. وهذا طموح طبيعي لكل دولة. ويدل على أن مصر تقودها دبلوماسية منفتحة وعملية وحكيمة. وكل بلدان العالم تسعى إلى علاقات طبيعية مع البلدان الأخرى، إلا النظام الإيراني الذي يوظف كل شيء بما في ذلك العلاقات الدبلوماسية، من أجل نشر الفوضى وثقافة الكره في كل مكان يحل فيه دبلوماسيو طهران. والدول العربية بما فيها المملكة ومصر وبلدان الخليج، تحاول أن تمد اليد الأخوية لإيران، وتحاول بناء علاقات مع طهران قائمة على الاحترام المتبادل، ولكنها تكتشف أن إيران لا تنفك عن حبك المؤامرات والدسائس ضدها، لهذا تسوء العلاقات العربية مع طهران وتعود إلى الصفر مجدداً. وكم حاولت المملكة أن تتسامى عن الإساءات والتجاوزات الإيرانية بهدف تحسين العلاقات مع إيران ودفعها إلى الإمام وتوجيهها لخدمة الشعوب العربية والإيرانية، وإحلال علاقات الإخاء والمودة محل العداء والفتن والفرقة. ولكن المملكة تكتشف أن إيران تمارس كل ما يمكنه تدمير العلاقات مع أي دولة، وتكتشف أن إيران ترسل المخربين والمفجرين إلى أراضي المملكة، بما في ذلك الذين فجروا المشاعر المقدسة واعتدوا على المسلمين في أقدس الأيام والأماكن. ثم تسامحت المملكة وعفت بغية أن يعود نظام طهران إلى صفوف الأمة ونصرة قضاياها بدلاً من هدمها وتفريقها. ثم بدأت طهران تكيل الإساءات للمملكة وللبلدان العربية والخليجية، وتحشد الأحزاب والمجموعات المليشية والقنوات الفضائية وشبكة عريضة من التخريب موجهة إلى المملكة بصورة خاصة، وإلى بلدان الخليج والعالم العربي صورة عامة، حيث عاثت طهران خراباً في العراق ولبنان واليمن، وحرضت مجموعات الحوثيين التابعة لها على انتهاك حدود المملكة ومهاجمة قرى سعودية على الحدود مع اليمن. ثم حبكت المؤامرة في البحرين ومحاولة احتلال هذا البلد الخليجي العزيز بميلشيات بحرينية اسماً، ولكنها إيرانية عملاً وفعلاً. والممارسات الإيرانية نموذج واحد يتنقل بين البلدان العربية، ولا يبدو أن إيران ستكف عن الإساءة لمصر أو محاولة العبث في أمنها حتى لو أعيدت العلاقات بين البلدين.