قال وزير خارجية إيران علي صالحي: إن إيران والكويت قد اتفقتا على إعادة العلاقات بين البلدين وإعادة السفيرين إلى وضعهما السابق. خبر مثل هذا يسعد الشعوب التي تتطلع إلى نسج علاقات دبلوماسية وصداقة حقيقية بينها، والكويت مثل أي بلد خليجي آخر محبة للسلام وتسعى جاهدة إلى تأسيس علاقات صداقة حقيقية مع دول الجوار وكل المجتمعات العالمية، لكن المشكلة في طهران، التي تحترف تسميم العلاقات مع الدول العربية ودول الخليج العربي بالذات. فعادة تتبرع العدوانية الإيرانية بتخريب العلاقات مع دول الخليج، والعلاقات الإيرانية الكويتية نموذج للتقلبات الإيرانية. ففي أكثر من مناسبة عكرت طهران علاقاتها مع الكويت، وأرسلت مخربيها وإرهابييها للكويت وجندت عملاء، كي ينتهكوا السيادة الوطنية الكويتية، بل ويخطفوا طائرات كويتية، ويفجروا أماكن عامة في الكويت ويستهدفوا رمز السيادة الوطنية. وبطل اضطراب العلاقات الأخير بين إيران والكويت، أيضاً كما هي العادة هو إيران التي نشطت في بناء شبكة تجسس خطيرة في الكويت، وجمعت معلومات حساسة عن الكويت وجيشها. وقطعاً لا تضطر طهران إلى المقامرة بتخريب علاقات مميزة مع بلد مجاور مثل الكويت وشعبها المحب للسلام وقادتها الذين يحرصون على علاقات صداقة وأخوية مع طهران، إن لم تكن طهران تخطط لنوايا عدوانية في الكويت. الآن يمكن أن تعود العلاقات بين طهران والكويت بصورة أو بأخرى، لكن السؤال هل تتخلى طهران عن عاداتها وتبرعاتها المستمرة في تسميم العلاقات مع الدول العربية، وأن تنتهي عن تجنيد العملاء وتحريض وكلائها في دول الخليج على الإساءة إلى كل دول الخليج وفي مقدمتها المملكة، والمملكة قدمت ما بوسعها وتسامت عن كثير من الممارسات العدوانية لنظام طهران، وحاولت بدء علاقات مع طهران تتسم بالجدية والتطلع إلى نجاح أعمال مشتركة وتحقيق الأخوة الإسلامية ومواجهة التحديات التي تشكل حواجز ومعيقات أمام الأمة الإسلامية وتشغلها عن التقدم نحو المستقبل، ومن هذه العوائق الدسائس والسلوكيات الإيرانية العدوانية التي تشغل الجميع بما في ذلك إيران وتكلف طاقات وجهودا وأموالاً كان يمكن أن تنفق من أجل التقدم لا العودة إلى المشاجرات والمؤامرات الشعوبية البائدة.