تستمر إيران ومسؤولوها ووكلاؤها ووسائل إعلامها في الإساءة إلى المملكة ودول الخليج العربي، فقط لأن المملكة ساهمت مع دول الخليج الأخرى في إحباط المؤامرة الإيرانية لزرع الفتنة في البحرين وسفك الدماء البريئة وتحريض المجموعات التابعة لإيران على ارتكاب أعمال إجرامية وتدمير العلاقات بين فئات البحرينيين، الذين كانوا لا يعرفون الطائفية ولا التفرقة حتى بدأت إيران تعبث بأمن البلدان الخليجية وسلام مجتمعاتها وشعوبها. مع أن إيران التي تدعي الحرص على مصالح فئة معينة من المسلمين تناقض أقوالها، وهي بنفسها تمارس اضطهاداً واسعاً ومؤذياً لملايين من هذه الفئة من المستقلين الذين يرفضون التبعية لإيران في الأحواز وفي العراق وفي لبنان وفي بلدان الخليج. وهؤلاء المستقلون يرفضون أن يكونوا مجرد أوراق في سوق السمسرة الحزبية لإيران وأتباعها، ويرفضون أن تتدخل إيران في شؤونهم وشؤون بلدانهم ويرفضون الفتنة التي تسوقها إيران باسم الدين. بل ان الأحوازيين ينهضون بثورة ضد البغي الإيراني وضد الاضطهاد الإيراني المحتل لأراضيهم. وليس غريباً أن ينظم النظام الإيراني مظاهرات وتجمعات حاشدة أمام السفارة السعودية في طهران، في وقت يقمع المظاهرات التي ينظمها الإيرانيون للاحتجاج على الممارسات العدوانية التي تتم باسمهم واسم بلادهم لقمعهم في الداخل وتخريب علاقاتهم مع الجوار الإسلامي الصديق. وليست المرة الأولى التي يرسل فيها نظام طهران محازيبه وأتباعه لمحاصرة السفارة السعودية ويروج إشاعات مغرضة حول المملكة ومواقفها. فيتكرر حصار السفارة كلما أحبطت المملكة مخططات إيران العدوانية ضد المملكة أو ضد شقيقاتها في دول مجلس التعاون. وواضح أن ردة الفعل الإيرانية هي الشعور بالفشل في إدارة مخطط التخريب في البحرين، فأرادت الانتقام من المملكة بمحاصرة السفارة السعودية، رغم أن هذا العمل يسيء لإيران أولاً لأن سلامة السفارة وحمايتها من أية إساءات يخضع لمواثيق دولية وتعهدات إيرانية بهذا الشأن. ولا يمكن أن تتجمع الحشود أمام السفارة السعودية في طهران إلا بتحريض من السلطات. لأن قوات القمع الإيرانية متأهبة لفض أي تجمع في شوارع طهران وقمعه بقسوة إن لم يكن موالياً ومطيعا للنظام. وهذا الممارسات تزيد الشق بين الإيرانيين وأشقائهم العرب والمسلمين. ولن تجني مردوداً إلا بمزيد من العزلة لإيران ومزيد من كشف نواياها وممارساتها المتهورة.