كثير من المتغيرات التي طرأت على هيكلة سوق العمل السعودي، وما زالت الآراء تختلف حول ذلك ومدى تقبل اطراف سوق العمل للمتغيرات التي يمر بها، فسوق العمل السعودي سوق (مدمن) على الايدي العاملة الاجنبية ولا يمكن لنا ان نعالجه بفترة قصيرة، وهنا سأقوم بعرض تحليلي لمراحل سوق العمل السعودي من وجهة نظر شخصية. سوق العمل السعودي ينقسم الى خمس مراحل، أولى تلك المراحل هي المرحلة التي كنا نفتقد فيها لأرقام دقيقة عن معدلات البطالة وعن تقسيم المنشآت وعن أرقام الايدي العاملة المحلية والوافدة في سوق العمل سواء كانت نظامية او غير نظامية، وتعرف تلك المرحلة بمرحلة (التخبط) وانتهينا منها، ثم بدأت المرحلة الثانية وتسمى تلك المرحلة بمرحلة (التغيير) وهي المرحلة التي شهدت متغيرات عديدة بتطبيق وزارة العمل لبرامج جديدة على سوق العمل ابتداء ببرنامج نطاقات والبرامج الاخرى التي تهدف الى دعم سعودة الوظائف في القطاع الخاص وزيادة تكاليف العمالة الاجنبية في سوق العمل والتغييرات التي تطرأ على قانون العمل السعودي وتلك المرحلة تستمر وينخفض مسارها بشكل تدريجي، ثم بعد ذلك يمر سوق العمل بالمرحلة الثالثة والتي تسمى بمرحلة (الحيرة) ومن خلال تلك المرحلة لا يمكن لنا أن نحكم على تغير هيكلة سوق العمل بسهولة لأن بعض برامج وزارة العمل اثرت ايجابيا على اطراف سوق العمل والبعض الاخر أثر بشكل سلبي عليه ولم تتضح الرؤية الكاملة لسوق العمل خلال تلك المرحلة والتي نحن عليها في الوقت الحالي، وبعد ذلك سندخل في المرحلة الرابعة وهي المرحلة الأهم والتي تسمى بمرحلة (الأساس) ومن خلالها ستتضح الصورة بشكل أفضل بعد التغييرات التي سيشهدها سوق العمل بدخول ايد عاملة محلية وتقليص اعداد العمالة الاجنبية وخاصة غير النظاميين منهم، وخلال تلك المرحلة سيشهد سوق العمل تكيفا من المنشآت على تطبيق برامج وزارة العمل وستستمر تلك المرحلة لعدة سنوات حتى يتم فيها فك ارتباط توظيف الايدي العاملة المحلية باستقدام العمالة الاجنبية والتي لا يمكن ان نستغنى عن وجودهم بشكل كامل بما ان تركيبة سوق العمل لدينا (مدمنة) على الايدي العاملة الاجنبية، واخيرا سندخل في المرحلة الخامسة وتسمى تلك المرحلة بمرحلة (الانفتاح) وهي مرحلة ستتغير فيها ثقافة سوق العمل لدينا بعد فك ارتباط توظيف الايدي العاملة المحلية باستقدام العمالة الاجنبية وستشهد تلك الفترة (تزايدا) لأعداد العمالة المستقدمة نظرا للمتغيرات التي ستطرأ على هيكلة الاقتصاد السعودي ودخول استثمارات اجنبية عديدة والنمو المتسارع في المشاريع داخل المملكة ومن خلالها سينتعش سوق العمل ويتعافى من الأمراض التي مرت عليه خلال سنوات عديدة سابقة. هذا التحليل من وجهة نظر شخصية، ولا يمكن لنا ان نجتاز اي مرحلة فيه بنجاح دون تكاتف لجميع الاطراف من وزارة العمل واصحاب العمل والعاملين أنفسهم بما أنهم جميعا مسؤولون في ذلك. Twitter:@Khaled_Bn_Moh