تشهد الشركات والمؤسسات العاملة في السوق السعودي إقبالاً ملحوظاً على طلبات تأشيرة الخروج النهائي لعمالتها تفادياً لمرحلة العقوبات التي يطبقها برنامج نطاقات, الامر الذي ادى الى تجفيف السوق المحلي من العمالة المخالفة التي كانت تعمل لحسابها الخاص بالإضافة إلى العمالة الزائدة عن حاجة الشركات. وتوقع اقتصاديون أن تشهد الفترة المقبلة تزايدا ملحوظا في طلب الشركات لتأشيرات الخروج النهائي لعمالتها لتحافظ على مستوياتها في برنامج نطاقات, وقالوا "نطاقات سيدفع بالعديد من العمالة الاجنبية في المملكة الى العودة الى بلدانهم بعد ان ظلت المملكة طوال الفترات السابقة تكتظ بالعمالة الاجنبية في الكثير من المجالات والقطاعات الاقتصادية والتي غالباً منها تعمل لحسابها الخاص". ويمنح برنامج نطاقات والذي يمر في المرحلة الثانية من تطبيقه والتي تتسم بتطبيق البرنامج حسب جدول المحفزات المعلن عنها. وأن مرحلة العقوبات سيبدأ تطبيقها للمنشآت الواقعة في النطاق الأحمر في الأول من محرم المقبل. وأكدوا أن مرحلة العقوبات التي ستطبق مطلع العام المقبل تعتبر من أصعب المراحل التي ستواجهها المنشآت ما لم تبدأ بتصحيح أوضاعها, وبعد تطبيق العقوبات بثلاثة أشهر سيتم تعميمها على النطاق الأصفر للسيطرة على العمالة الوافدة ابتداء من ربيع الآخر, مما سيلعب دوراً في خلق التنافسية بين الشركات. وقال الدكتور خالد السنيد متخصص في الموارد البشرية بان السوق سيشهد العديد من المتغيرات بعد البدء في تطبيق القرارات المستهدفة للتقليل من البطالة في السعودية مشيرا إلى ان الفترة القادمة ستشهد تغيرا كبيرا في تولي مواطنين من الشباب والفتيات العمل في العديد من القطاعات التي كان يشغلها في السابق عمالة أجنبية في ظل تغير الثقافة التي كانت مترسخة عند الشباب السعوديين. وتمنى الدكتور السنيد ان تفتح الشركات ابوابها للشباب السعوديين من اجل تدريبهم وتأهليهم للقيام بأعمالها التي كان يقوم بها الاجانب خاصة وان بعض الوظائف لا تحتاج الى شهادات وخبرة مثل موظف ادخال البيانات وموظف السنترال والعديد من الوظائف الاخرى التي يتوقع ان يقوم ويبدع بها الموظف السعودي خلال الفترة القادمة. وكانت الاسواق السعودية قد شهدت ندرة في العمالة الاجنبية والتي كانت تقوم ببعض الاعمال المتعلقة بالمؤسسات والافراد مما اوجد صعوبة في الحصول على عمال وتوقف العديد من اعمال المشاريع والمؤسسات التجارية بعد اشعار الشركات والمؤسسات عمالها الاجانب بخروجهم النهائي من المملكة خلال الفترة القادمة ويشير فائز الحربي مدير مدرسة الى الصعوبة خلال الفترة الحالية من وجود عمال يتم تاجيرهم من قبل المدرسة من احدى الشركات العاملة في هذا المجال او يتم استقطابهم من السوق والتعاقد معهم شهريا. مفيدا بان اغلب العمال المتواجدين في السوق يمتنعون عن العمل بحجة قرب خروجهم النهائي من المملكة. وكان وزير العمل قد أكد في وقت سابق أن لدى المملكة نحو نصف مليون سعودي عاطل عن العمل. وبين أن في السعودية نحو 8 ملايين أجنبي منهم 6 ملايين يعملون في القطاع الخاص، لافتا إلى أن 90% من العاملين في القطاع الخاص غير سعوديين. وذكر فقيه أن معدل البطالة في صفوف السعوديين يبلغ حاليا 10.5%، منها 28% إناث، وأن 40% من حجم البطالة من خريجي الثانوية العامة.