ازدهرت عبر السنين الأسواق الشعبية بالأحساء التي تعتبر من الأسواق القديمة وتصل أعمارها إلى أكثر من 60 سنة، حيث ظلت هذه الأسواق على ما كانت عليه عدا سوق الخميس والذي انتقل إلى يوم السبت والسوق الشعبي النسائي إلى الأسواق النسائية الجديدة، بجانب شارع السويق القديم، فسوق الأربعاء بالمبرز، والخميس في الهفوف، والأحد في قرية القارة، والاثنين في الجفر، والاثنين في الجشة، وسوق الجمعة في قرية الطرف، وسوق السبت في قرية الحليلة. ويقدر التداول بالأسواق الشعبية بالأحساء بحوالي 25 مليون ريال سنويًا، والتي ترتبط تاريخيًا بمجتمع الأحساء وتبقى من الواجهات السياحية للمنطقة، مع احتفاظ جميع الأسواق بشكلها القديم من حيث المباسط وتنوع المعروضات للسوق، وجامعة لكل ما هو قديم وموروث شعبي لمجتمع أهل المنطقة، حيث يجد المتسوق والسائح والمقيم فيها كل ما يبحث عنه من البضائع الشعبية والخضار والفواكه والملابس النسائية وملابس الأطفال، وبيع الطيور بأنواعها، ويتنوع تجار وباعة الأسواق الشعبية إلى رجال وجزء للنساء، ومن أشهر الأسواق الشعبية في الأحساء، سوق الخميس وسوق التمور بمنطقة الأسواق المركزية خلف مبنى الأمانة. وتعتبر الخضار أكثر السلع مبيعًا حيث تشكل مبيعاتها نسبة 40 بالمائة، ويأتي بعدها بيع الطيور بنسبة 20 بالمائة، والمواد الغذائية بأنواعها بنسبة 15 بالمائة، ومن ثم تأتي الملابس بنسبة 12 بالمائة، ويأتي بيع المستلزمات الكهربائية والأكلات الشعبية والمكسرات والعطورات بنسبة 10 بالمائة. «اليوم» تجولت في الأسواق وسجلت انطباعات المتسوقين فتحدث المواطن علي صالح وقال إن الأسواق الشعبية تعتبر رمزًا من رموز المنطقة، فلها ذكرى جميلة لنا منذ الصغر، وما زلنا إلى الآن نرتاد السوق حتى وقتنا الحاضر». وقال محمد حمد «نحن نشتري مقاضي البيت من السوق منذ 25 سنة، لأن السوق الشعبي يوجد فيه جميع الأغراض سواء الخضرة والفاكهة والمواد الغذائية والمكسرات، والأكلات الشعبية». أما سعد مسفر فبين أن الأسواق الشعبية بالأحساء جميلة، وتعتبر رابطًا اجتماعيًا بالأحساء منذ القدم، لما للسوق من ارتباط تاريخي بالأجداد، وأضاف ونحن الآن نأتي بأبنائنا ليتوارث للأجيال القادمة وعدم نسيان تلك الأسواق، مع وجود المجمعات التجارية في الوقت الحاضر، وكثرة الأسواق الجديدة المتطورة»، أما البائع أحمد الحداد فقال «أنا أبيع في الأسواق منذ 20 سنة لكسب رزقي من تلك الأسواق، حيث نتنقل من سوق إلى آخر في الأحساء وخاصة انها تزخر بأسواق كثيرة شعبية». وأضاف الحداد «نحن نجني في اليوم الواحد في السوق من 300– 500 ريال ولله الحمد، وتنوع البضاعة عندنا ساعد على البيع أكثر، ونحاول أن نلبي متطلبات المتسوقين من الملابس سواء للأطفال او النساء او الرجال، وأكثر البضائع بيعًا هي «الجلابيات»، أما مهدي علي فيصف المشهد بقوله: «إقبال الناس علينا في السوق جعلنا نجتهد في تواجدنا دائمًا بالأسواق، ولا نغيب إلا لظرف، ولكن الأسواق الشعبية بالأحساء فيها خير كثير».