يتراوح الاهتمام بالفن التشكيلي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية بين مد وجزر على مستوى التنسيق او المستوى منذ بدئه، ولأني حضرت عددا غير قليل من دوراته لمست الفارق في الاهتمام بين دوراته التي عادت هذا العام مع أسماء سبق ان أعدت ونسقت للمشاركة التشكيلية، يبدو ان هناك عودة الى مقر الفنون التشكيلية في مقر المهرجان بالجنادية بعد اكثر من مكان واكثر من شخصية قامت بالإعداد والتنسيق هذا العام. عاد ناصر الحنية مع بعض الشباب من منسوبي الحرس الوطني بعد عبدالعزيز المبرزي الذي اشرف على المشاركة خلال الدورات الاخيرة وبمعاونة لجنة اختارها من بعض فناني المملكة مثل سعد العبيد وعبدالله الشلتي. لم يتم هذا العام أي اتصال مباشر بالفنانين للمشاركة ولا اعلم ما اذا كان المنسقون أعلنوا عن الدعوة للمشاركة في الصحف بشكل إعلاني مدفوع القيمة وليس خبريا ام لا، إلا ان ما فوجئنا به هو أن عددا كبيرا من الاعمال وصلتهم، وأن هناك اختيارا منها، وسؤالنا: هل هؤلاء المتقدمين والمتقدمات من فناني الرياض ام المناطق الأخرى؟ وما هو المستوى الذي ظهر عليه الجناح التشكيلي؟ الواقع أن الفن التشكيلي في المهرجان الوطني للثرات والثقافة ليس بمستوى اسمه، فالمفترض ان تكون هناك صيغة تعبِّر عن مستوى يتمّ خلاله فعاليات مصاحبة وإمكانات متاحة للمسؤول عن المشاركة والمكلّف بها لاستضافة فنانين وإعلاميين ونقاد، وتنفيذ برنامج يتواكب مع التسمية ومع الحضور لضيوف المهرجان، والفن التشكيلي في الجنادرية كان أرفع مستوى وحرصا وكثافة برامجية في فترات سابقة عندما كانت تطبع الأدلة والكتب وترسم الجداريات ويستضاف الباحثون والفنانون للمشاركة في المعرض او المحاضرات أو الندوات. أستعيد الدورات الأولى عندما كان الفنانون التشكيليون السعوديون يمثلون حضورا لافتا (الراحلان عبدالحليم رضوي ومحمد السليم) وعبدالجبار اليحيا ومحمد المنيف وسعد العبيد وكثيرون غيرهم، كما أستعيد د. محمد الرصيص ود. صالح الزاير وآخرون في تنسيقهم للمعرض ونشاطاته المصاحبة، حينها كان حضور د. عفيف بهنسي ود. محمد عبدالمجيد فضل ود. فرغلي عبدالحفيظ وغيرهم. الآن ماذا بقي للقائمين على الفنون التشكيلية غير إقامة معرض لا يعلم عنه كثيرون ولا تصاحبه أيّ من الفعاليات. [email protected]