تباينت آراء اخصائيي الطب الوقائي والأمراض المعدية حول خطورة قرار إلغاء المستشفيات والمراكز المتخصصة في علاج حالات مرض الدرن بالمملكة وتحويل أسرة المرضى إلى المستشفيات العامة , وأكد البعض أن توجه وزارة الصحة إلى تطبيق القرار مستقبلا سيترتب عليه نتائج سلبية تنعكس على المرضى والأصحاء الذين يتوقع الاختلاط بينهم داخل المستشفيات في حال عدم وجود ضوابط ووسائل حماية تضمن سلامة الجميع من انتقال هذا المرض المعدي إلى الأصحاء , فيما أشاد اخصائيون آخرون بالتوجه الجديد لعلاج مرضى الدرن ، موضحين أن ذلك سيساهم في التركيز على علاج المصابين والإشراف المباشر عليهم من خلال المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات العامة إضافة لتقديم عناية واهتمام أكبر بالحالات المصابة بالدرن . وكان القرار قد أثار العديد من علامات التعجب والاستفهام لدى الكثير من المختصين وأسر المرضى والأفراد الذين يتعاملون مع المصابين بمرض الدرن , وذلك نتيجة معرفتهم بخطورة المرض وسرعة انتقال العدوى إلى الأصحاء في حال مخالطتهم والاحتكاك بهم وخاصة في المراحل الأولية للمرض التي يكون الفيروس خلالها نشاطا بشكل كبير , مطالبين ببقاء المراكز المتخصصة لعلاج مرضى الدرن أو إيجاد عيادات للعزل داخل المستشفيات العامة لاتقل أهمية ورعاية صحية عن المراكز الحالية مع ضمان عدم وجود عوامل للاختلاط بين المرضى والأصحاء داخل المستشفيات ، وقال الدكتور ميمش: إن أداء البرنامج الوطني لمكافحة الدرن بالمملكة قد تحسن بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة وتمثل ذلك في زيادة معدل اكتشاف الحالات بين المراجعين وتحسن معدل نجاح المعالجة من 71بالمائةعام 2008م إلى 74.9بالمائة في عام 2009م وانخفاض معدل المنقطعين عن العلاج بعد التشخيص من 9.2 عام 2008م إلى 7.5 عام 2009م إضافة لتفعيل وتنشيط فحص المخالطين للمرضى بالمنازل والمدارس والسجون مما أدى لتراجع معدل انتشار حالات الدرن المكتسبة بين المخالطين إلى 1بالمائة وانخفاض عدد الحالات المقاومة للأدوية إلى أقل من 0.5بالمائة ، أداء البرنامج الوطني لمكافحة الدرن بالمملكة ، تحسن بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة ، وتمثل ذلك في رفع معدل اكتشاف الحالات بين المراجعين وزيادة معدل نجاح المعالجة من 71بالمائة عام 2008م إلى 74.9بالمائة في عام 2009م ، إضافة لتفعيل وتنشيط فحص المخالطين للمرضى بالمنازل والمدارس والسجون .ويعد مرض الدرن الرئوي من أخطر أنواع المرض حيث كشفت إحصائية صدرت عن وزارة الصحة حول هذا النوع من المرض أن إجمالي عدد الحالات الأخيرة المصابة بالدرن الرئوي وغير الرئوي « 3918» حالة في عام 2008 بمعدل إصابة 15.78 حالة لكل 100,000 نسمة من السكان بنقص قدره 0.22 لكل 100,000 نسمة عن عام 2007 بلغ نسبة حالات الدرن الرئوي 67.7بالمائة, فيما بلغت نسبة حالات الدرن غير الرئوي 32.3 بالمائة , من إجمالي عدد الحالات المصابة بهذا المرض في هذا العام ، ويعد مرض الدرن «السل» من الأمراض المعدية التي تصيب الجهاز التنفسي نتيجة بكتيريا تصيب الإنسان ،وتجدر الإشارة إلى أن الدرن غير الرئوي تكون احتمالية انتقال العدوى فيه ضئيلة جداً وتكاد تكون معدومة مقارنة بالدرن الرئوي.
نقل العدوى من مصاب إلى 10 أصحاء أكد نائب مدير الطب الوقائي بالخبر الدكتور ابراهيم الزهراني أن توجه وزارة الصحة له ايجابيات وفائدة كبيرة تنعكس على مرضى الدرن من خلال إيجاد رعاية واهتمام أكبر داخل المستشفيات وإمكانية علاجهم والإشراف عليهم داخل المراكز الصحية، مشيرا إلى أنه ليس كل مريض بالدرن يحتاج إلى العزل والتنويم في الوقت الذي تستدعي بعض الحالات العزل المباشر حتى تتعافى تدريجيا وخاصة مرضى الدرن الرئوي المفتوح الذي يشكل خطورة في انتقال العدوى . وأضاف الزهراني إن الدراسات أفادت أن مريض الدرن يمكن أن ينقل العدوى إلى 10 أشخاص اصحاء , وأضاف الزهراني إن المنطقة الشرقية تضم مركزا لعلاج الدرن داخل مجمع الدمام الطبي ويقدم خدماته لعدد كبير من المرضى في مختلف مدن ومحافظات المنطقة الشرقية, وأفاد الزهراني أن المستشفيات الخاصة تقوم بعلاج مرضى الدرن إذا تضمنت غرفا للعزل واستوفت كل الشروط الطبية المقررة من وزارة الصحة.