كشف وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش عن تسجيل 3949 حالة درن خلال العام الماضي، ومعدل حدوثها 15.6 في المئة لكل 100 ألف شخص، وإجمالي معدل حدوث حالات الدرن الرئوي الإيجابي المعدي 8.7 في المئة لكل 100 ألف شخص. وقال خلال اليوم العالمي للدرن تحت شعار «معاً لنسارع الخطى لمكافحة الدرن»، الذي أقيم أمس في قصر الرياض، إن معدل المنقطعين عن العلاج انخفض إلى أقل من 8 في المئة، وكذلك معدل الوفيات إلى 6.7 في المئة، وهي مؤشرات جيدة تعكس نجاح أعمال المكافحة، إضافة إلى فحص المخالطين للمرضى، لافتاً إلى تدريب 100 طبيب في منطقة الرياض خلال الشهر الماضي على المستجدات الحديثة في تشخيص وعلاج الدرن، وآليات العمل في البرنامج الوطني لمكافحة الدرن، من خلال اللقاءات العلمية وورش العمل. من جانبها، أوضحت مديرة برنامج الدرن في وزارة الصحة الدكتورة نايلة أبو الجدايل، أن منطقة الرياض تشكّل 27 في المئة من إجمالي الحالات المسجلة بالدرن في المملكة خلال العام الماضي، مشيرةً إلى أن مرض الدرن هو أحد مسببات الوفاة بنسبة 26 في المئة في العالم. وأضافت أن معدل اكتشاف حالات الدرن ارتفع بين المراجعين، كما زادت نسبة شفاء المرضى من 47 في المئة عام 1997 إلى 73.5 في المئة في نهاية 2008، وانخفض معدل الإصابة بالمرض بمعدل 43 لكل 10 آلاف شخص في العام 1990 إلى 1507 لكل 100 ألف شخص في 2009، وانخفض معدل الوفيات إلى أقل من 6.7 في المئة. بدوره، أكد مدير الشؤون الصحية في منطقة الرياض الدكتور هشام ناضرة ل«الحياة»، أن الوزارة تعمل على تدريب 600 طبيب وطبيبة كحد أدنى للحد من انتشار هذا المرض، ليتم توزيعهم على مختلف المراكز الصحية الأولية والمستشفيات والمختبرات في منطقة الرياض والمحافظات التابعة لها، خصوصاً أن منطقة الرياض تشكّل 33 في المئة من الأعباء الخدمية لديوان الوزارة، مشيراً إلى التعاون مع الشؤون الصحية في وزارة الداخلية، لوضع آليات للحد من انتشار المرض داخل سجون المنطقة. إلى ذلك، ذكر ممثل منظمة الصحة العالمية في المكتب الإقليمي لشرق البحر المتوسط الدكتور عوض أبو زيد، أن المرض ازدادت خطورته عن السابق، بسبب ظهور عدد من أشكاله المستجدة المقاومة للأدوية، وكل عام يعاني 511 ألف شخص من هذا السل المقاوم للأدوية، وهذا النوع يفرض تكاليف باهظة وصعوبات بالغة تفوق بكثير معالجة السل العادي، لافتاً إلى أن المكتب يعمل على تيسير حملات توعوية (أناشيد) لدحر السل، كما تتم دعوة جميع البلدان لكتابة أناشيد خاصة احتفالاً بهذا اليوم، لأن هذه الطريقة يمكنها أن تحفز الالتزام بمحاربة السل والتغلب عليه بطريقة تعجز عنها أي طريقة أو وسيلة إعلامية أخرى. من جهتها، أوضحت استشاري مشارك طب أسرة المجتمع في مدينة الملك فهد الطبية الدكتورة إيناس دمياطي، أن مرض السل يعتبر أحد الأمراض الخطرة التي تصيب الإنسان، ومعظم الحالات نتيجة لوجود شخص مصاب بالسل الرئوي، ما يشكل الخطر الرئيسي على المخالطين المقربين، والازدحام، وسوء الأحوال المعيشية، وضعف الصحة العامة للإنسان، والرطوبة، وعدم التهوية الجيدة، وعدم التعرض للقدر الكافي من أشعة الشمس، لافتةً إلى أن مدة العلاج هي نحو 6 أشهر بحسب مكان الإصابة، والمرض قد يعود ويظهر أكثر خطورة، وتصبح فعالية العلاج قليلة.