مقارنة بسيطة سأتحدث عنها في هذا المقال بين ما جنيناه من ثقافة استخدام لكل من تطبيقي «كييك « لمشاركة الفيديو و»أنستجرام» لمشاركة الصور والفيديو، التطبيقان اللذان أحدثا ثورة خلال فترة قصيرة جدا. فبالنظر إلى تطبيق «كييك» الذي كان له الأسبقية في الشهرة إلا أننا الآن نادرا ما أصبحنا نسمع عن رواده الذين اشتهروا سابقا، وكأنه لم يكن إلا سحابة صيف لم يهنأ من استظل بها وخاب أمل من توقع أنها ستمطر عليه، لكن المحزن في الأمر أن التطبيق قد أثار جدلا واسعا بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية باختلاف آرائهم أن كل منهم نظر وقيم وأطلق الأحكام على شيء يراه من زاويته الخاصة، فعدد كبير من الناس واجهوا تطبيق «كيك» بانتقادات واتهامات بسبب ما ينشر في مقاطع متنوعة قد تكون غير قابلة للعرض أمام الجميع، وأتفق معهم في ذلك، والتمس العذر لي ولهم لأن الجانب الذي طغى على ما هو معروف عن هذا التطبيق هو الجانب السلبي والسيء. الجانب السلبي هو الذي طغى على مستخدمي التطبيق ومقاطعه, والأمر ذاته مع تطبيق انستجرام فليست جميع الصور والمقاطع المنتشرة في حسابات المستخدمين قابلة للعرض أمام الجميع.أما تطبيق «أنستجرام» فقد شبهه البعض بأنه الأخ غير الشقيق للكييك، لكنني لا أتفق معهم في ذلك، فقد فتح انستجرام آفاقا جديدة في مجالات متعددة كالتجارة والتسويق وإبراز الفنون والإبداعات والابتكارات، فلا أعتقد أن احدا من مستخدمي التطبيق لم يمر يوما بحساب مخصص لبيع المنتجات أو التسويق لبائع معين فقد أصبحت بيئة انستجرام أرضا خصبة للتجارة والتسويق الإلكتروني للعديد من العلامات التجارية والأفراد بالمملكة لعرض منتجاتهم وتسويقها عبر الصور ومقاطع الفيديو بالتطبيق وبيعها، وهذه بالتأكيد نقطة إيجابية تحسب لإنستجرام مقابل الكييك. حتى أن دراسة أجراها موقع «Simply Measured» أكدت أن 67 بالمائة من أعلى الحسابات متابعة تعود إلى أكثر من مائة علامة تجارية عالمية تستخدم انستجرام، كما أن نسبة 16 بالمائة من هذه الحسابات تتخذ مشاركة ملفات الفيديو لمنتجاتها أداة داعمة لها، الأمر ذاته الذي ساهم أيضا بارتفاع عدد مقاطع الفيديو والصور التسويقية الخاصة بمنتجات الشركات والأفراد، ليعتبر التطبيق أحد أبرز الأدوات التسويقية الحديثة والمنافسة لموقع اليوتيوب كإحدى الشبكات الاجتماعية التي يتم استعمالها في مجال التسويق والتجارة الإلكترونية. أختم بأن ما ذكرته سابقا لا يعني أن تطبيق «كييك» لم يكن له أي استخدامات إيجابية حيث به أناس نشروا النصائح ورسموا البسمة على أفواه الكثيرين، لكن المشكلة الكبرى أن الجانب السلبي هو الذي طغى على مستخدمي التطبيق ومقاطعه, والأمر ذاته مع تطبيق إنستجرام فليست جميع الصور والمقاطع المنتشرة في حسابات المستخدمين قابلة للعرض أمام الجميع، لكن التصور الظاهر في نظر الكثيرين أن التطبيق اتسم بالإيجابية، لكن التقنية سلاح ذو حادين يجب علينا استحضار العقل قبل استخدامها.